متابعه وتصوير/ شيماء صابر
كوم الناضورة او (كوم وعلة) كما كان يسمى قديما ، ويرجع سبب التسمية نسبة إلى " عبد الرحمن بن وعلة " احد التابعيين المهاجرين الي مصر، حيث توفي ودفن أيضاً في "كوم الناضورة" ، وهو ثاني أثر إسلامي بعد قلعة السلطان قايتباي.
يقع تل "كوم الناضورة " في الجهة الجنوبية شارع بحري بك بحي الجمرك قسم اللبان على مساحة (6 فدادين) ، ويحد المنطقة من الجهة الشمالية شارع ورشة "الطوبجية" ، ومن الجهة الغربية شارع "الباب الأخضر"، وهو عبارة عن ( تل ترابى تراكمي تكون عبر عدة عصور).
تم استغلال المنطقة كمقابر للمسلمين ، واول من دفن فيها هو "عبد الرحمن بن وعلة " كما ذكرا "ابن خلدون" و"المقريزي" في كتبهم.
استخدمت كوم الناضورة كمقابرايضاً ، وفي العصر الفاطمي وتم دفن أمثال " الحافظ السلفي الحنفي" ، و "الإمام أبوبكر الطرطوشي المالكي" ،و"الإمام أبوعبدالله محمد بن أحمد الرازي" الملقب "بابن الخطاب الشافعي " ، وهي تعد المقبرة الوحيد التي يوجد بها رفات ثلاثة أئمة للمذاهب الأربعة الإسلامية.
ففى "العصر الفاطمي" تم الاهتمام بالإسكندرية كموقع استراتيجي عسكري هام ، وقاموا بعمل استحكامات حربية بها في حين أراد أحد الاحتلال على مصر ، وتم عمل برج لمراقبة الميناء والسفن ، ودفع ضريبة المكوث وحماية المدينة من غارات البحر .
أما عن العصر الايوبي " فصلاح الدين الايوبي " من القادة المهتمين بتحصين مصر والشام ، فكانت القلعة بالقاهرة ، والأسوار التي توجد الأن " بباب شرق والشلالات " هو من قام باعادة ترميمها .
وعند قدوم " نابليون بونابرت " بحملتة الشهيرة على مصر في عام "1798 / 1801 م" ، وكان يريد أن تكون الاسكندرية العاصمة الإدارية والحربية لمصر على أساس أنها قريبة من البحر، أوإذا حدث هجوم من المماليك على القاهرة أو الصعيد فتكون الاسكندرية محصنة من الهجامات .
فقام بعمل طابية تخليداً لذكرى القائد العسكري " كافاريللي دوفالجا " ، الذي قتل في أثناء حصار"عكا بفلسطين"وهي عبارة عن نقطة شرطة في عصرنا االحالي، وهي مثل "قلعة قيتباي" ولكن اصغر، وتوجد الأن بواقي من هذه "الطابية".
اما عن العصر الحديث وهوعصر "محمد علي باشا " فكان له مجهودات عظيمة في بناء الاسكندرية ، وكان اهتماموا بالاسكندرية لوجود الجاليات "الايطالية والانجليزية واليونانية والفرنسية والبلجيكية" ، لانها تدفع ضرائب كثيرة ومعاملات تجارية أيضاً، فكلما تم تطوير المدينة يتم جذب المزيد من الاستثمارات لها.
وقام بعمل برج لمراقبة السفن "مُثمّنة الشكل" لقرب المكان من الميناء ، ومجموعة من الصهاريج ، ومرصد لرؤية حركة النجوم ، مشابة لمرصد حلوان لمعرفة الاشهر الهجرية .
في عهد "الملك فؤاد" وفى عام " 1926 م" قام بترميم المنطقة مرة أخرى ، وتم إنشاء البرج الموجود حالياً، وتم إنشاءه على النمط الاسلامي ، ويتكون من "أربعة طوابق" يربط بينها درج حلزونى من الخشب ، ويفصل بين كل ضلع وآخر من الشكل المُثمّن للبرج دعامة بارزة من ثلاثة مستويات ، ويفتح فى جدرانه نوافذ معقودة ، ويزخرف البرج بمجموعة من الزخارف الهندسية المتنوعة منها، الأطباق النجمية والأضلاع المتقاطعة ، كما يعلوا البرج شرفات مسننة ، كما يوجد مرصد "محمد على باشا" ، وطابية "كافاريللي" ، وصهريج مياه، بالإضافة إلى( 127) قطعة من التوابيت والقواعد والتيجان الرخامية وأعمدة من الرخام الأبيض و الجرانيد والحجر الجيري ، و(15) مدفعا ساحليا منذ عهد" محمد على باشا "
وكان يمكن من أعلى البرج مشاهدة معالم الإسكندرية ، مثل (قلعة قايتباي - عامود السواري - قصر رأس التين - الميناء - ومسجد أبى العباس المرسى) لكن الان و بسبب التعديلات والبناء العشوائي الذى قضى على هذه البانوراما السكندرية.