حوار/ إيمان يسري
الحياة الافتراضية مثلها مثل أمور كثير في حياتنا، هي سلاح ذو حدين، لها ما لها وعليها ما عليها، والذكاء الاصطناعي أصبح الآن من الضروريات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولذلك لابد أن نستفيد من هذه التقنيات الحديثة الهائلة، ونحاول تجنب أي سلبيات من خلال الوعي والدراسة وعدم الانسياق ورائها دون امتلاك زمام الأمور، بل نسخرها لخدمتنا ولخدمة المجتمع.
ولذلك أعرض هنا تجربة مهمة جدا واعتبرها سباقة في الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وهي تجربة الجامعة الافتراضية السورية، والتي تعرفت عليها من خلال معرفتي بدعاء قدري الطالبة بكلية الإعلام فيها.
ودعاء طالبة في كلية الإعلام، قسم صحافة، في الجامعة الافتراضية السورية وتتعلم جرافيك ديزاين. وهي سورية الأصل والمنشأ، ولديها حياة افتراضية، تعكس مدى اجتهادها وتميزها في الحياة.
ما هي الجامعة الافتراضية وكيف تتم الدراسة بها؟
أجابت دعاء أن الجامعة الافتراضية تأسست عام 2002، وتخرجت الدفعة الأولى بكلية الإعلام عام 2016، وتتميز الجامعة الافتراضية بأن معدلات القبول بها أقل من الجامعات الحكومية العادية. وقالت أنها لجأت للدراسة في الجامعة الافتراضية لأنها كانت أن ترغب في دراسة الإعلام، ولا توجد كلية إعلام غير كلية واحدة في العاصمة دمشق. فالجامعة الافتراضية سمحت لجميع الطلاب بجميع المحافظات بدراسة الإعلام، من خلال دخول الكلية التي يرغبون بها، دون تحمل مشقة السفر إلى العاصمة دمشق.
كما فسرت أن نظام الدراسة يكون عن بُعد من خلال تطبيق الجامعة، ويوجد معدل حضور وغياب بشكل منتظم على مدار العام الدراسي. أما عن الامتحانات فتكون من خلال الحضور الفعلي للطلاب في مراكز مخصصة في كل محافظة. واستدركت دعاء أن نظام الدراسة يُعتبر أصعب من الدراسة في الجامعة الحكومية العادية، لأنها تحتاج إلى التزام أكبر من ناحية الطلاب.
هل يمكنك تكوين صداقات افتراضية داخل الجامعة؟
أجابت أن تكوين الصداقات عن طريق الجامعة الافتراضية يحظى بفرص أقل من الجامعات الحكومية، حيث لا توجد فرص لتعارف الطلاب، إلا من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) وخاصة تطبيق "الواتساب"، وفقط أثناء فترة الامتحانات يتمكن الطلاب من رؤية بعضهم البعض بشكل مباشر. موضحة أن نوعية الصداقات في الجامعة الافتراضية تكون أغلبها "صداقات افتراضية". وعبرت دعاء عن انزعاجها من هذه العلاقات الافتراضية، لإنها لا تعرف أساتذتها وأصدقائها إلا من خلال الصور، وإنها كانت تفضل التعامل المباشر مع الأساتذة والأصدقاء، لأن التعامل المباشر يزيد من شعورها بالدفء والقرب.
لماذا اختارتِ تخصص الصحافة وليس الإذاعة والتليفزيون؟
أجابت أنها بالفعل قد التحقت بقسم الإذاعة والتليفزيون، حيث كان يسحرها الظهور كمذيعة على شاشة التليفزيون، ولكنها واجهت بعض الصعوبات من حيث فرص العمل، وخاصة في فترة سقوط النظام السوري. حيث إنه في هذه الفترة كان يتم معاملة الفتيات بشكل يضيق عليهم الخناق، ولا يتمكنن من الخروج من المنزل ولا يستطعن ممارسة بعض الوظائف أو التواجد فيها. وأضافت، أن بعد تعمقها في دراسة الإذاعة والتليفزيون، قد تأكدت من أن دراسة الصحافة هي الأساس للعمل الإعلامي.
هل أثرت الأوضاع السياسية مؤخرا بسوريا على العملية الدراسية وخاصة في الجامعة الافتراضية؟
أجابت أن الأوضاع السياسية أثرت بشكل مباشر على العملية الدراسية في سوريا عامة، ولكن التأثير على الجامعات الحكومية السورية كان أكبر من التأثير على الجامعة الافتراضية، حيث توقفت العملية الدراسية تماما بالجامعة الحكومية أثناء فترة سقوط النظام. بينما استمرت الدراسة في الجامعات الافتراضية بشكل منتظم دون تأثير قوي بالأحداث. ولكن فترة الامتحانات في الجامعة الافتراضية مرت ببعض الصعوبات، بالرغم من أنها تمت في مواعيدها المقررة، على عكس الجامعة الحكومية، إلا أنه في المراكز المخصصة لامتحانات الطلاب، تم سرقة الأجهزة التي يمتحن عليها الطلاب، وتم تأجيل امتحانات بعض المواد للفصل الدراسي الثاني، لذلك تُعتبر الدراسة بالجامعات الافتراضية أفضل من الجامعات الحكومية.
ما أهمية دراسة الجرافيك للإعلام؟
أجابت أن مشروع التخرج بالجامعة، يلزمها بتنسيق وإخراج مجلة كاملة ومطبوعة، وفضلت أن تعمل في مشروع تخرجها بمفردها بحيث تمارس جميع أنواع الفنون الصحفية، وتتمكن بشكل أكبر من أساليب الكتابة الصحفية وتعلم سياسة تحرير، ولكن واجهتها مشكلة تصميم غلاف المجلة، مما اضطرها إلى تعلم الجرافيك ديزاين.
ما هي أهم هواياتك التي تصقل دراستك بالإعلام؟
قالت أنها تحب القراءة جدا، وخاصة قراءة الموضوعات التاريخية والسياسية، مما يفيدها كثيرا في مجالها الصحفي، ويجعلها أكثر معرفة وثقافة، وأيضا يفتح لها عينها الثالثة التي تتطلع بها على العالم من حولها.