لقاءنا اليوم مع الموسوعة الصرفية للدكتور محسن محمد معالي

لقاءنا اليوم مع الموسوعة الصرفية للدكتور محسن محمد معالي
لقاءنا اليوم مع الموسوعة الصرفية للدكتور محسن محمد معالي

الموسوعة الصرفية بقلم الدكتور/محسن محمد معالي

المَوْسُوعَةُ الصَّرْفِيَّةُ 
      هَذَا الكِتَابِ الذِي بَيْنَ أَيدِينَا يَتَنَاوَلُ عِلْمَ الصَّرْفَ ، وَقَدْ عَرَّفتَهُ وَأَدَوَاتِهِ وَمُصْطَلَحَاتِهِ وَمَا بِهِ مِنْ صِيَغٍ، وَأَوْزَانٍ لعَلَّهُ يَكُونُ مَوضِعَ لبنَةٍ في المَكتَبةِ العَرَبِيَّةِ. 
       وَلَعَلَّ مَا دَفَعَنِي لِهذَا العَمَل وَالإِقدَامَ عَلَيهِ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ قَدَّمْتُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ مَضَتْ كِتَابي ( المُشْتَقَّاتُ وَدَلَالَاتُهَا في اللغَةِ العَرَبِيَّةِ )، وَكَانَ مَنهَجُ  الدِرَاسَةِ فِيهِ: (دِرَاسَةُ تَطْبِيقِيةُ) عَلَى آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيمِ ، وَكُنْتُ قَدْ قَدَّمْتُ لِهَذِهِ الدِّرَاسَةِ بِتَمْهِيدٍ لَطِيفٍ في بِدَايَتهَا ، عَلَى عُجَالَةٍ عَنْ عِلْمِ الصَّرْفِ ، ليَكُونَ مُعِينًا للقَارِئِ في تَنَاولِهِ للكِتَابِ آنَذَاكَ.
   بَيْدَ أنِّي رَأَيْتُ أنْ أُبْسِطَ القَولَ فِيهِ بِما يُحَقِّقُ الإِفَادَةِ للقَارِئِ ، وَمِنْ ثَمَّ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ المُتَخَصِصُ ، وَغَيْرُ المُتَخَصِّصِ .  
  وقَد حَرَصْتُ عَلَى تَدْعِيمِ القَوَاعِدِ الصَّرفِيَّةِ بِالشَّوَاهِدِ ؛ لأَنَّ القَوَاعِدَ الصَّرفِيَّةَ لا يُمْكِنُ فَهْمُهَا فَهْمًا صَحِيحًا دُوْنَ الشَّوَاهِدِ التَّطْبِيقِيةِ التي تُؤَدِّي لإدْرَاكِ المَقْصُودِ مِنْهَا ، لِذَا حَاوَلْتُ جَاهِدًا تَقْدِيمَهَا بِصُورَةٍ مُبَسَّطَةِ ، وَبَيَانِ أُصُولِهَا التي اسْتُمِدَّتْ مِنْهَا الآرَاءُ ، وَمَثَّلْتُ وَاسْتَشْهَدْتُ لِهَا ، وَقَدْ تَجَنَّبْتُ الخَوْضَ في التَّعْلِيلاتِ التِي لَا تُفِيدُ في البَحْثِ العِلْمِي في شَيءٍ ، وَحَرَصْتُ كَذَلِكَ عَلَى اسْتِخْدَامِ المَنْهَجِ الوَصْفِي في هَذَا الكِتَابِ بِعَدَمِ الخَوْضِ في تَأْوِيلاتِ قَدْ تُؤَدِّي إِلى صُعُوبَةِ الدَّرْسِ الصَّرفيِّ ، وَلا تُفِيدُ شَيْئًا جَدِيدًا .
فَقَدْ بَيَّنتُ المِيزَانَ الصَّرفيَّ ، وَالمُجَرَّدَ وَالمَزِيدَ مِنَ الأَفْعَالِ ، وَأَوْزَانَ الفِعْلِ المُجَرَّدِ ، ثُمَّ أَوْزَانَ الفِعْلِ المَزِيدِ ، مَزِيدِ ثُلاثِيِّ ، بِحَرْفٍ ، بَحَرْفَينِ ، بثلاثةِ أَحرُفٍ .  
  وَكَذَلكَ أَوْزَان الفِعْلِ الرُّبَاعيِّ المُجَرَّدِ ، والفِعْلَ الربَاعِيِّ المَزَيدِ بحَرفٍ أوْ بِحَرفينِ. 
عَرَضْتُ كَذَلِكَ الأَفْعَالَ الصَّحِيحَةَ بِأَنوَاعِهَا : السَّالمِ ، وَالمَهْمُوزِ ، والمُضَعَّفِ .
وَالأَفعَالَ المُعْتَلَّةَ بَأنوَاعِهَا : المِثَالِ ، الأَجوَفِ ، وَالنَّاقِصِ ، وَاللَّفِيفِ، وَالمَقرُونِ. 
وَتَتَبَّعْتُ تَصرِيفَ الأَفعَالِ في المَاضِي وَالمُضَارِعِ وَالأَمْرِ ، وَبيَّنتُ مَا لَحَقَ هَذِهِ الأَفعَالَ مِنْ تَغَيُّرٍ  مِنْ خِلَالِ إِسنَادِ الأَفْعَالِ للضَّمَائِرِ.
كَذَلِكَ تَنَاوَلْتُ الفَرقَ بَيْنَ الفِعْلِ التَّامِّ وَالفِعْلُ النَّاقِصِ مِنْ خِلَالِ نَماذِجَ تَطْبِيقِيَّةٍ تُوَضِّحَهَا.
  ثُمَّ عَرَضْتُ لأَبنِيَةِ المَصَادِرِ غَيرِ القِيَاسِيَّةِ ، وَهِيَ المَصَادِرُ الثُّلاثيِّةُ ، وَالمَصَادِرِ القِيَاسِيَّةِ : الرُّبَاعِيَّةِ ، وَالخُمَاسِيَّةِ ، وَالسُّدَاسِيَّةِ ، وَصِيَاغَتِهَا وَأَوْزَانِهَا ، وَمَا يَطْرأُ عَلَيهَا مِنْ تَغَيُّرَاتٍ تَبَعًا لِكُلِّ وَزْنٍ.
وَالمَصْدَرُ المِيمِيُّ : صَوْغُهُ وَوَزْنُهُ ، وَنَمَاذِجُ تَطْبِيقِيَّةُ مِنْهُ في سِيَاقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.
وَكَذَا المَصْدَر الصِّنَاعِيِّ ، وَاسم المَرَّةِ : صَوْغُهُ وَوَزْنُهُ.
عَرَضْتُ كَذَلِكَ لاسمِ المَصْدَرِ ، وَنَمَاذِجَ تَطْبِيقِيَّةِ لَهُ ، وَالمَصْدَرِ المُؤَوَّلِ.
      وَيَأتي مَوَاضِعُ هَمزَةِ الوَصْلِ ، مَوَاضِعُ هَمزَةِ القَطعِ ، مِنْ بَيْنِ المَوَاضِعِ التي 
يَضْطَربُ فيها كَثِيرُ مِنْ أَبنَائِنَا الشَّادِينَ ، فَعَمَدْتُ لِتَوْضِيحِهَا ليسهُلَ الأخْذُ بهَا 
وَاعتِبَارهَا مِنْ أَبنِيَةِ الكَلِمِ ، فَلا شَكَّ أَنَّ إِهمَالَ موَاضِعِهَا يُخِلُّ بِالبَيَانِ ، وَيُفقِدُهُ الدَّلاَلَةَ عَلَى المَعنَى. 
ثُمَّ أَفْرَدْتُ جُزْءًا خَاصًا بِيَانِ الاسمِ الجَامِدِ وَالمُشْتَقِ ، والفَرقِ بينَهُمَا.
وَعَرَضْتُ لِلمُشتِقَّاتِ ، وَهِيَ : اسمُ الفَاعِلِ ، وَصَوْغُهُ ، صِيَغُ المُبَالَغَةِ ، صَوْغُهَا وَاسمُ المَفْعُولِ ، وَصَوْغُهُ ، وَالصِّفَةُ المُشَبَّهَةُ  ، وَصَوْغُهَا ، وَاسمُ التَّفضِيلِ ، وَصَوْغُهُ ، وَحَالَاتُهُ ، وَاسمَا الزَّمَانِ والمَكَانِ ، وصَوْغُهُمَا ، وَاسمُ الآلةِ ، وَصَوْغُهُ .
وَعَرَضْتُ  لنَمَاذِجَ التَّصْغِيرِ وَأَحْكَامِهِ ، وَصُوَرِهِ ، وَشُرُوطِهِ ، وَأَوْزَانِهِ. 
وَعَرَضْتُ لِتَصْغِيرِ الجُمُوعِ ، ثُمَّ لِنَمَاذِجِ النَّسَبِ وَحَالاتِهِ .
وَاختَتَمْتُ الكِتَابَ ، بعَرضٍ مُبَسَّطٍ لعَلامَاتِ التَّرْقِيمِ ، وَمَوَاضِعِ استِعْمَالِهَا. 
 وَلَعَلَّ أكثَرَ مَا حَرَصتُ عَليهِ في هذَا الكِتَاب هُوَ الجَانِبُ التَطبِيقِيُّ مستَخدِمًا عَدَدًا غيرَ قَليلٍ مِنَ النَّمَاذِجِ مِنَ الشِّعرِ مِنْ عَصْرِ الاستِشْهَادِ قَدْرَ المستَطَاعِ ، أَوْ بِحَدِيثٍ شَرِيفٍ للرَّسُولِ  ؛ لأَنَّهُ أُوْتِي جَوَامِعَ الكَلِمَ، أَوْ بِآيَةٍ مِنَ القرَآنِ الكَرِيمِ        
فَقَدْ كَرَّمْتُ كِتَابِي هَذَا بِالاستِشْهَادِ بَأَكْثَرَ مِنْ مَائَتِي آيةٍ، وَعَدَدٍ مِنَ الأَحَادِيثِ وَاستَعَنْتُ بِمَائَةٍ وَتِسعَةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنَ الشِّعرِ.
وَجَاءَ الكِتَابُ غَنِيًّا بَالأَمثِلَةِ وَالشَّوَاهِدِ ، ؛ لأنَّنِي أَرَدتُ دِرَاسَةً تَطْبِيقِيَّةَ.
  وَبَعْدُ فَإِنِّي أرْجُو أنّْ يَكُونَ هَذَا العَملَ نَافِعًا للغَةِ القُرآنِ الكَريمِ ، وَأَسَأَلُ اللهَ أنَّ يَتَقَبَّلَ هَذَا العَمَلَ ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أنْ الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينِ . 
   دكتور محسن محمد معالي

( الموسوعة الصرفية )من إصدارات مؤسسة حورس الدولية للطباعة والنشر والتوزيع برئاسة الأستاذ/ أحمد عبد المنعم رئيس مجلس الإدارة.

(الموسوعة الصرفية)تجدونه في منفذ بيع مكتبة حورس ستور

(٤٧مصطفي كامل بجوار كلية التربية الرياضية بنات بوكلي)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى غازي الخضراء يكتب: ماذا تعرف عن التقمص؟

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: