يتجدد اللقاء الأسبوعي مع الدكتور محسن محمد معالي

يتجدد اللقاء الأسبوعي مع الدكتور محسن محمد معالي
يتجدد اللقاء الأسبوعي مع الدكتور محسن محمد معالي

يتجدد لقاءنا الأسبوعي مع قلم 

 ( الدكتور/ محسن محمد معالي)

ولقاء هذا الأسبوع مع الشرح المبسط لكتاب

             ( الأخلاق)

     ( ومضات من أخلاق الرسول)

"صلي الله عليه وسلم"

ومَضَاتٌ مِنْ أَخْلَاقِ الرَّسُولِ
  لَقَد اهْتَمَّ المُسْلِمُونَ قَدِيمًا ، وَحَدِيثًا بِسِيرَةِ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ  وَسَلَّمَ ؛ لأَنَّهَا المَنْهَجُ العَمَلِي التَّطْبِيقِيِّ لِمَنْهَجِ الإِسْلامِ ، فَأَلَّفَ أَئِمَّةُ الإِسْلامِ مُؤَلَّفَاتٍ عَدِيدَةً ، وَجَامَعَةً في سِيرَتِهِ عَلَيهِ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ ، وَمِنْ ثَمَّ فَقَدْ دَوَّنُوا كُلَّ مَايَتعَلَّقُ بِذَلِكَ  وَالنَّاظِرُ في المَكْتَبَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَرَى ذَلِكَ جَلِيًا بِفَضْلِ اللهِ .
   وَلا شَكَّ أَنَّ تَتَبُّعَ تِلْكَ السِّيرَةَ العَطِرَةَ ، وَالوُقُوفَ عَلَى أَحْدَاثِهَا ، وَوَقَائِعِهَا  وَتَنَاوُلِهَا بِالدِّرَاسَةِ وَالتَّحْقِيقِ لَهُ أَهْدَافٌ عَدِيدَةٌ ، يَقْصِدُ لَها البَاحِثُونَ ، وَيَسْعَى إِليهَا الدَّارِسُونَ .
 إِذْ تَشْتَدُّ الحَاجَةُ اليَوْمَ إِلى اتِّخَاذِ القُدْوَةِ ، التي تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحَدِّدَ للأمَّةِ مَعَالمَ الطَّرَيقِ القَوِيمِ ، الذِي ضَلَّ عَنَّا ، أَوْ ضَلَلْنَا عَنْهُ ، وَمِنْ ثَمَّ صَارَ انْفِلاتُ الأَخْلَاقِ سِمَةً ، يَتَّصِفُ بِهَا القَاصِي وَالدَّانِي ، فِي شَتَّى المَجَالاتِ وَغَابَتْ الرُّؤْيَةُ الوَاعِيَةُ ، وَالحِسُّ الدِّينيِّ ، وَضَلَّ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ القِيَمُ التي أَمَرَ بِهَا دِينُنَا الحَنِيفِ ، وَاخْتَلَطَ الحَابِلُ بِالنَّابِلِ ، وَتَحَدَّثَ الرُّوَيبِضَةُ في شَأنِ النَّاسِ ، وَاشْتَغَلَ غَيرُ أَهْلِ العِلْمِ بِالفَتوَى ، وَسَاءَتِ أَخْلَاقُ النَّاسِ ، وَمَا ذَاكَ إلاَّ لِغيَابِ القُدْوَةِ مِنْ حَيَاتِنَا  وَلا سَبِيلَ لعَوْدَةِ الأَخْلَاقِ التي نَفْتَقِدُهَا إِلاَّ بِالاقْتِدَاءِ بِسُنَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ ، فَقَدْ كَانَ خُلُقُهُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مَنهَجَ حَيَاةٍ ، فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَلتَمِسُ القُدْوَةَ فِي سِيرَتِهِ، وَأَخْذَ القُدْوَةِ وَالعِبَرِ ، التِي تُضِـيءُ للسَائِرِ الطَّرِيقِ ، وَتُوَصِّلُهُ إِلى بَرِّ الأَمَانِ ، تِلْكَ الدُّرُوسُ التي تُؤخَذُ مِنْ سِيرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في جَمِيعِ الأَحوَالِ  ، وَلجَمِيعِ الفِئَاتِ ؛ لأنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ ، جَعَلَ الأَخْلاقَ مَنْهَجَ حَيَاةِ .
 - الوُقُوفُ عَلَى التَّنْفِيذِ العَمَلِي لأَحْكَامِ الإِسْلَامِ التي تَضَمَّنَتْهَا الآيَاتُ الكَرِيمَةُ  وَالأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ ، وَالتَّعَرُّفُ عَلَى دَلائِلِ مَعَجِزَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، مِمَّا يُقَوِّي الإِيمَان ، وَيُزِيدُهُ .
- بَيَانُ مَا كَانَ عَلَيهِ هَذَا القَائِدُ العَظَيمُ مِنْ صِفَاتٍ وَشَمَائِلٍِ ، فَلا تَجِدُ سِيرَةَ أَحَدٍ مِمَّنْ خَلَقَ اللهُ تُمَاثِلُهَا ، فَضْلاً عَنْ أَنْ تُنَافِسَهَا ، أوَتَزِيدَ عَلَيهَا  فَهُوَ قُدْوَةٌ في كُلِّ شَيءٍ يَحْتَاجُهُ الإِنْسَانُ : 
 لِذَا سَنَعْرِضُ وَمَضَاتِ مِنْ أَخْلاقِ الرَّسُولِ تُضِيءُ لَنَا طَريِقَ الهِدَايَةِ .
    إِذ يَسُودُ المُجْتَمَعَ الذِي نَعيشُ فِيهِ حَالَةٌ مِنَ الانْفِلاتِ الأَخْلاقيِّ ، وَاللاوَعْي بِقِيمَةِ هَذَا الدينِ الذِي نَشْرُفُ بِالانْتِمَاءِ لَهُ ، وَلا تَسْمَعُ مِمَّنْ يدَّعُونَ التَّدَيُّنَ إِلا حَنَاجِرَ تُسِيئُ للإسْلامِ ، وَلا تَنْفَعُ النَّاسَ .
  وَهَذَا الكِتَابُ إِنَّما يَعْرِضُ لِوَمَضَاتٍ مِنْ خُلُقِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ ، تُبَيِّنُ للنَّاسِ أَنَّ الخُلُقَ القَويمَ لَمْ يَكُنْ أَمرًا عَارِضًا في حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ ، وَإِنَّمَا كَانَ خُلُقُ الرَّسُولِ مَنْهَجَ حَيَاةِ .
  وَبَيَّنْتُ أَنَّ مَنْ يُرِدْ دِرَاسَةَ الحَيَاةِ في العَصْـرِ الجَاهِليِّ ، فَإِنَّ عَلَيهِ أَنْ يَقْرَأَ القُرآنَ ؛ لأَنَّ القُرَآنَ صَوَّرَ الحَيَاةَ الجَاهِليَّةِ أدَقِّ تَصْوِيرٍ .
   وَمنْ ثَمَّ فَقَدْ رَأَيْنَا كَيفَ غَيَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَليهِ عَقَائِدَ الجاهِليَّةِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ ، وَكَيفَ اجْتَذَبَ القُلُوبَ ، وَالعُقُولَ بِخُلُقِهِ في الدَّعْوَةِ إِلى اللهِ ، وَكَيْفَ عَلَّمَ البَشَريَّةَ التَّعَامُلَ في الأَسَفَارِ ، في الحِلِّ وَالتِّرْحَالِ .
    فَهَذَا الكِتَابُ عَرَضْتُ فِيهِ للحَيَاةِ في مَكَّة المُكَرَّمَة قَبْلَ بَعثَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، وَلِعَقَائِدِ الجَاهِلِيةِ التي كَانتْ سَائِدًا آنَذَاكَ.
فَهَذَا الكِتَابُ يَدُورُ حَولَ مِحْوَرٍ رَئيسٍ ، هُوَ  خُلُقُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعلتُ اقتَبِسُ وَمَضَاتٍ مِنْ خُلُقِ الرَّسُولِ مُخْتَلَفِ المَوَاقفِ الحَيَاتِيَّةِ بِدَايَةً مِنْ الدَّعْوَةِ ، وفي أَسَفَارِهِ ، وفِي الشُّورَى ، وَفي خُلُقِهِ ، وَفي سُلُوكِهِ في الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، وَالمَوَاقِفِ التي نزَلتْ فِيهَا عَبَرَاتُهُ ووصْفَ البشَاشَة في وَجْهِهِ ،  وَخُلُقهُ في البَيعِ ، وَفي التَّحِيَّةِ السَّلامِ ، وَالاسْتِئْذَانِ .
وَكَذَلِكَ خُلُقَهُ مَعَ المَوَالي، وَخُلُقَهُ مَعَ المَرأْةِ بِشَكْلٍ عَامٍ وَأَزْوَاجِهِ خَاصَّةً .   
  وَبيَّنتُ مَنْهَجَ الرَّسُولِ  في الشُّورَى ، وَبَيَّنْتُ رِقَّةَ مَشَاعِرِ الرَّسُولِ فِي مَوَاقِفٍ يَشْعُرُ فِيهَا بِالحُزْنِ وَالأَسَى لِفَقدِ عَزِيزٍ ، أَوْ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَبَيَّنْتُ أَنَّ تَبَسُّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَضَحِكَهُ وَسُرُورَهُ ؛ إِنَّما كَانَ في طَاعَةِ اللهِ ، وَأَنَّ خُلُقَ الرَّسُولِ في البَيعِ كَانَ سَمْحًا ، وَأَمَرَ بِعَدَمِ الغِشِ في السِّلَعِ ، وَكَانَ يَتَفقَّدُ الأَسْوَاقَ نَمَوذَجًا للقَائِدِ المسؤولِ عَنْ رَعَيَّتِهِ ، وَبيَّنْتُ خُلُقَ الرَّسُولِ في التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ ، وَخُلُقَهُ في الاسْتِئْذَانِ ، وَخُلُقَهُ مَعَ المَوَالي وَالخَدَمِ  وَخُلُقَهُ مَعَ المَرْأَةِ بِشَكْلِ عَامٍ ، وَأَزْوَاجِهِ خَاصَّةً ، وَبَيِّنْتُ حُسْنَ خُلُقِ الرَّسُولِ في مُعَامَلَةِ الأَسْرَى ، وَمَصِيرَ الأَسْرَى في عَهْدِهِ  صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ .
  وَنَخْلُصُ مِنْ هَذَا إِلى أنَّهُ لا بُدَّ للمُسْلِمِ أَنْ يَقِفَ مَعَ نَفْسِهِ وَقْفَةً صَادِقَةً ، وَلِيَنْظُرْ في سُلُوكِهِ ، وَتَصَرُّفَاتِهِ ، وَتَعَامُلاتِهِ مَعَ النَّاسِ ، وَليَسْألْ نَفسَهُ بِمَاذَا اقْتَدَى مِنْ خُلُقِ النَّبيِّ  ﷺ  ، فَإِنْ يَكُنْ يَقْتَدِي بِهِ ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنْ لم يَكُنْ يَقْتَدِي ، فَلْيُعِدْ حِسَابَاتِهِ ، وَيُرَاجِعْ نَفْسَهُ ، حَتَّى لا تَذْهَبَ أَعْمَالُهُ سُدًى .
وَأسْأَلُ اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصًا لِوجْههِ تَعَالى ، إنَّهُ نِعْمَ المَوْلَى ، وَنِعْمَ المُجِيبُ ، وآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ .

دكتور محسن محمد معالي

 ( الأخلاق) من إصدارات مؤسسة حورس الدولية للطباعة والنشر والتوزيع

تجدونه( ٤٧ مصطفي كامل بجوار كلية التربية الرياضية بنات بوكلي).

 إلي لقاء يتجدد في الدقائق الأولى كل يوم جمعة من كل أسبوع بصحبة كتاب جديد من مؤلفات وشرح مبسط

   ( الدكتور/ محسن محمد معالي)

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى غازي الخضراء يكتب: ماذا تعرف عن التقمص؟

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: