محمود عبدالحكيم يكتب كيف نواكب العصر

محمود عبدالحكيم يكتب كيف نواكب العصر
محمود عبدالحكيم يكتب كيف نواكب العصر

هل يتنافى التدين مع مواكبة العصر؟؟؟؟ سؤال لا زال يتردد في أروقة المثقفين، وفي صدور كثير من الناس، والإجابة المشككة أو المترددة حاضرة دائمًا ما يدفع للبعد عن الدين، بل واحتقار من يسعى إليه ويدعو. ولكن الشاهد عبر العصور أن آراء الفقهاء كانت تتغير من بلد لآخر ومن عصر لآخر، ففي الدين سعة تجعله صالحًا لكل زمان ومكان، فقد غير الإمام الشافعي مذهبه عندما انتقل من العراق إلى مصر، فتغيير " الفتوى " جائز وهو تغير زمان ومكان وليس دليل وبرهان، لإ بطال العقيدة ولا الصلاة والصيام مثلًا ولكن هناك إمكانية في التغيير في قوانين الأحوال الشخصية، فالهدف من هذه القوانين مثلًا حفظ النسل، والعدل، وعفة الجسد، فإذا كان ثمة تغيير سيؤدي إلى تطبيق هذه الأهداف أو بعضًا منها فيها ونعمت، نعدل ما أمكن لتطبيق الهدف دون مساس بالنصوص الثابتة.

فالإجتهاد في إطار الوسائل التي تحقق الهدف من النص وقبوله وهو ما يجعل الإسلام مواكبًا لكل عصر و كل أوان، فالعبادات توقيفية، لا اجتهاد فيها، أما الوسائل فتوفيقية، ففي خطبة الوداع كثر الناس حوله صلى الله عليه وسلم فكان يوصل صوته للناس بواسطة آخرين يرددون بعده الجملة على أبعاد مترامية حتى يسمعها الأباعد من هم على مسافة بعيدة منه، وفي عصرنا أصبح هناك الميكروفون، أما حديث " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وحديث " كل بدعة ضلالة "، ففي الشرح لها أنها تتعلق عما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع فليس ببدعة شرعًا وإن سمي بدعة لغة. وفي قضايا المعاملات هناك ما يسمى المصالح المرسلة والشرع يراعيها، ولا يقصد بها التعبد البحت، وهي معتبرة، إذا ليس المطلوب عصرنة الإسلام وإنما " عصرنة الأساليب " فنحن نقرأ القرآن من المصحف الورقي وكذلك عبر الأجهزة الإلكترونية، بلا تفريط ولا افراط، والدين يراعي الأحوال والأعراف ومن يخالف ذلك ضال ومضل، كمن طبب الناس كلهم على اختلاف أمراضهم بدواء واحد.

فالدعوة موجهة لكل الباحثين عن مواكبة العصر فى الإلتزام بالقواعد الرئيسية التي يبنى عليها مواكبة العصر وهى :- - الإخلاص وتحري الصواب وليس لهوى أو شهوة. - اتباع منهج التيسير بناء على وعي مقاصدي، بناء على أهداف وليس أحكام ومن ثم لابد للمجتهد من دراسة أصول الفقة. - الإعتزاز بالأصالة والحرص على المعاصرة، فليست هناك معركة بينهما. - القدرة على التفريق بين الثوابت والمتغيرات، فالعقيدة من الثوابت، وكذا مشاهد القيامة مثلًا والعبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج، وفي المعاملات كالأحوال الشخصية هناك ثوابت كالطلاق ثلاث مرات، ولكن الهدف منها إبقاء الحياة الزوجية قدر الاستطاعة إذا نجدد في الوسائل التي تثبت هذه الأهداف، والزواج له أركان، لكن التجديد يكون فيما ليس فيه نص صريح وإجماع واضح، ما يسهل الأمر وفق ظروف الناس وأحوالهم. - التجديد المستمر في الوسائل والأدوات والأسلوب . - الإبداع في العرض وتطوير المهارات الشخصية للمفتين والدعاة واستخدام التكنولوجيا ومستجدات العصر. - كسر الجمود وتجنب النمطية. - تقديم مشاريع عملية لخدمة الأمة، وعدم الإكتفاء بالتنظير . - تعزيز الثقة بالنفس ومواجهة النفسية الإنهزامية فنرفض الزهد الكاذب والإنعزال عن الحياة، ونستعمل كل التقنيات لفهم وتطوير فهم الناس للدين. فمن يقبل تلك الدعوة؟؟؟؟؟؟؟؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: