المرأة بين الأمس و اليوم

المرأة بين الأمس و اليوم
المرأة بين الأمس و اليوم

يحتفل العالم يوم الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمى للمرأة و ذلك اعترافا بدورها البارز فى النهوض بالمجتمعات، و قد بدأ العالم فى الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1975 و ذلك تكريما لها لما حققته من انجازات، و لكن من المؤكد أن البعض يريد معرفة ما الذى تم فى هذه اليوم ليكون احتفالا باليوم العالمى للمرأة. ويعود الفضل في الوصول إلى إقرار عالمي رسمي بحقوق النساء، والمتمثل في يوم المرأة العالمي، للنساء الأمريكيات اللاتي خرجن كتنظيم فاق عدده ال1500 امرأة عاملة في قطاع النسيج عام 1907م للمطالبة بحقهنّ في العمل ضمن بيئة أفضل، بالإضافة إلى حقهن في التصويت لصالح أي قرار فيه خدمة لمصلحتهن، مما أسفر عنه أن يكون هذا اليوم هو أول يوم للمرأة الوطنية عام 1909م قام به الحزب الاشتراكي الأمريكي في حملته لمنح النساء حق الاقتراع، وتسليط الضوء عليه من قبل الاجتماعات الجماهيرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد تم الاحتفال بهذا اليوم حتى عام 1913م، بعد أن وافق المؤتمر الدولي الاشتراكي في عام 1910م على تشجيع الناشطة الألمانية كلارا زيتكن، والتي قررت جعل هذا اليوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة. كما احتفلت دول النمسا، والدنمارك، وألمانيا في تاريخ 19 مارس 1911م بأول يوم عالمي للمرأة، حيث شارك ما يزيد عن مليون شخص في المسيرات التي نُظّمت بمناسبة هذا اليوم، فيما تم الاحتفال بهذا اليوم في العديد من البلدان الأخرى بعد ذلك بسنوات، إلّا أن هذه الاحتفالات كانت مختلفة في تواريخها، وفي عام 1921م تم تغيير تاريخ عيد المرأة رسمياً ليصبح للثامن من مارس من كل عام. يُعد يوم المرأة العالمي مناسبة يتم الاحتفال من خلالها بالتقدم الحاصل في ميدان المساواة بين الجنسين والسعي لذلك في جميع انحاء العالم، بالإضافة إلى تمكين المرأة، والاعتراف بأعمال النساء وإنجازاتهن في المجتمعات، ولهذا تعمل المنظمات العالمية بما في ذلك الأمم المتحدة واليونسكو على تعزيز جميع مجالاتها لتحقيق المساواة بين الجنسين، وفي هذا الصدد تم إصدار ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م، ليكون أول اتفاق دولي يؤكد على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وهو ما ساهمت به الأمم المتحدة لخلق إرث تاريخي من الاستراتيجيات والمعايير والأهداف المتفق عليها دولياً من أجل النهوض بوضع المرأة في جميع أنحاء العالم. وتقام في هذا اليوم مجموعة من الفعاليات كنوع من الاحتفاء، فتُعقد المؤتمرات والندوات التي تتخللهما موائد الطعام بحضور نُخبة من القادة السياسيين، والنشطاء الاجتماعيين، بالإضافة إلى عددٍ من رجال الأعمال، وجمهور من النساء، ويتم التطرق في هذه الفعاليات إلى القضايا التي تخص المرأة، كضرورة منحها الحق في التعليم والعمل، كما تُقدم العروض في المؤسسات التعليمية، التي تهدف إلى التأكيد على دور المرأة التنموي، ومكانتها الاجتماعية المرموقة. و من الجدير بالذكر أن الأديان السماوية منذ آلاف السنين حثت على حقوق المرأة و كفالة رعايتها و مساواتها بالرجل، و يكفى أن رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلامه ذكر المرأة فى أكثر من موضع و قال ( إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم ) فيعتبر هذا الحديث بمثابة الأمر النبوى من رسولنا الكريم لإحترام دور المرأة فى المجتمع. و جميعا يحفظ عن ظهر قلب حديث ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) للدلالة على دور الأم، و كما قال الشاعر فإن ( الأم مدرسة إذا أعدتتها أعدت شعبا طيب الإعراق ). فكل عام و كل إمرأة و كل أم بخير و سلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى المهندس يوسف الدالي يكتب: إنترنت الأشياء يسيطر على الأسواق التكنولوجية فى العالم

 
Get new posts by email: