سلوكيات قاتلة يمكن أن تودي بحياتنا جميعا إن لم ننتبه فمنذ بداية انتشار فيروس كورونا واجتياحه العالم، بدأت منظمة الصحة العالمية بنشر طرق الوقاية من العدوى؛ مثل غسيل الأيدي بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، واستخدام الكحول بنسبة 70% وتجنب الاختلاط والزيارات، وارتداء الكمامة والقفازات في الأماكن الأكثر ازدحاما والحرص على التباعد وغيرها... من الإجراءات التي ربما حرص بعضنا على إتباعها وربما لم يلتزم بها البعض الآخر.
وإحقاقا للحق ومن منطلق إعطاء كل ذي حق حقه؛ فقد قامت جميع الجهات المعنية بالدور المنوط بها في التحذير والتوعية ونشر البيانات الخاصة بأعداد الإصابات والوفيات، ولكن هل منوط بالجهات أيضا التوعية بعدم الأنانية والحد من السلوكيات الضارة بالغير ومراعاة حقوق الغير وحمايته والحفاظ عليه كما تفعل مع نفسك وأهلك، وذلك من منطلق حب لأخيك ما تحب لنفسك.
وانطلاقا من المسئولية المجتمعية الواجبة علينا جميعا ، وكوننا جميعا الآن في سفينة واحدة إذا نجت نجونا جميعا وإذا غرقت غرقنا جميعا؛ فوجب علينا لفت نظر قرائنا الكرام ببعض السلوكيات الفردية التي تم رصدها من قبل متابعي مواقع التواصل الاجتماعي وتتسبب في نشر الوباء وإلحاق الضرر ببعض الفئات الغير قادرة على توصيل استغاثاتهم إلا لله وحده، هل من الرحمة والإحسان ودفع الأذى الذي حثنا عليه ديننا الحنيف وحثت عليه جميع الأديان السماوية أن يقوم بعض المخالطين لحالات مصابة بالفيروس بعدم تبليغ غيرهم بأنهم مخالطين مخافة من ردة فعل المحيطين اتجاههم، هل من المنطقي أن نقوم بإلقاء الكمامات عقب استخدامها في الطرقات دون مراعاة لعامل النظافة المسكين الذي كل ذنبه انه يعمل على رفع مخلفاتنا، ألا يكفيه انه ينحني ويعمل خلال هذه الفترة العصيبة على جمع القمامة التي هي مصدر للأوبئة والميكروبات لكي يكسب قوت يومه ويعول من حوله، إن هناك أسلوب معين للتخلص من الكمامات باعتبارها مخلفات طبية شديدة الخطورة، هل نقوم نحن بإلقائها في الشارع لكي يقوم عامل النظافة برفعها والتعرض لخطر الإصابة، ومن بين السلوكيات التي اشتكى منها بعض أطباء الطوارئ في المستشفيات والتي أقل ما يمكن أن توصف به هو الأنانية المفرطة والتي يجب أن يحاسب عليها صاحبها هو ذهاب بعض المخالطين لحالات ايجابية إلى أقسام الطوارئ أو العيادات دون إخبار الطبيب أو طاقم التمريض بأنه من الحالات المخالطة أو المصابة بالفعل إلا بعد فترة من التواجد قسم الطوارئ، وان لم نعتبر هذا التصرف من منطلق الأنانية ولكن من منطلق الاعتماد على حرص الأطقم الطبية؛ ألا يجب أن يتم إبلاغهم حتى يتخذوا أقصى درجات الحذر والحيطة، كما انه من السلوكيات المستهجنة والتي يجب الامتناع عنها وخاصة في الوقت الحالي هو البثق، وإلقاء المناديل الورقية ، وإلقاء أعقاب السجائر عقب استخدامها في الطريق العام وعدم مراعاة قواعد النظافة العامة عقب تدخينها في الشارع ما أدراك عزيزي ممارس لهذه السلوكيات انك غير مصاب ولم تظهر عليك الأعراض بعد.
عزيزي القارئ كلنا راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ كما هو الخير دائر عندما تفعله يعود إليك، فان الإيذاء دائر وسيعود إليك أيضا؛ و إن كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة تقربك إلى الله عز وجل، فان إلقاء الأذى بالطريق ضرر يعاقبك عليه الله، فأرجوك قبل إلقاء الكمامات المستخدمة في الشارع، وقبل إلقاء لفافات التبغ، والمناديل الورقية في الطرقات، تذكر إننا جميعا في نفس السفينة إذا نجت نجونا جميعا وإذا غرقت غرقنا جميعا.