يوسف الدالى يكتب : الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي فى مصر

يوسف الدالى يكتب : الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي فى مصر
يوسف الدالى يكتب : الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي فى مصر


من خلال عملى كاستشارى تكنولوجيا معلومات والتحول الرقمى والبرمجة فأن الذكاء الاصطناعي بصدد إحداث تغيير جذري في كل جوانب الحياة والعمل. وبالتالي فإن خلق فهم مشترك لذلك الذكاء استنادا إلى الحقائق بات أمرا حاسم الأهمية لجني أقصى الفوائد منه
ثورة الذكاء الاصطناعي
بات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة يشكل مستقبل البشرية في كل صناعة تقريباً، وذلك بعد أن أصبح بالفعل المحرك الرئيسي للتقنيات الناشئة مثل البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء. ويعتقد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي (AI) سوف ينفذ أولاً أتمتة المهام الخدماتية مثل القيادة وتوصيل البقالة وما شابه ذلك.
ومن السيارات بدون سائق إلى التشغيل الآلي الصوتي في المنازل، تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة ولم يعد مجرد مفهوم من أفلام وكتب الخيال العلمي. ونظراً إلى إمكانياتها غير المحدودة، سيصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ليصل إلى مستوى الآلات فائقة الذكاء التي تتجاوز الكفاءات الفكرية البشرية.
ChatGPT وما قدراته؟
ChatGPT - أو Chat Generative Pre-Trained Transformer - عبارة عن روبوت محادثة يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي جرى إطلاقه بواسطة شركة OpenAI، وهي شركة أبحاث ونشر الذكاء الاصطناعي مقرها سان فرانسيسكو، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، الذي سبق وأن وصفه بأنه "جيد بشكل مخيف".
ويمتلك ChatGPT القدرة على محاورة المستخدم والإجابة بشكل مفصل وسريع على الأسئلة التي تطرح عليه من خلال استخدام وتحليل كميات هائلة من البيانات والمعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت حتى عام 2021. كما يتذكر كل ما طُرح عليه خلال الحوار الذي يجري وكأنه يدور بين شخصين.
وإلى جانب كونه نموذجاً لغوياً يمكنه إنشاء نص واقعي يشبه الإنسان، ويستخدم ChatGPT في الترجمة وتلخيص أجزاء كبيرة من النصوص. ويمكنه أيضاً إنشاء ردود نصية حول أي موضوع عند الطلب منه، مما يجعله مفيداً كروبوت دردشة لخدمة العملاء. وكذلك يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.
يمكن أيضاً استخدام ChatGPT لأغراض إبداعية مثل كتابة الأغاني والشعر، ويجري استخدامه أيضاً للإخراج الأساسي مثل الكتابة والرد على رسائل البريد الإلكتروني.
أثر الذكاء الاصطناعي في مستقبل العمل في الوقت من 2023 إلى 2030
مع التقدم الملحوظ في سلوك الإنسان الآلي، وقدرته على القيام بالمهام المختلفة بجودة عالية، زاد قلق البشر! وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض لذلك التقدم، فالبعض يرى أن الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى القضاء على العنصر البشري، والبعض الآخر يرى أنه يؤثر في مستقبل العمل تأثيرًا إيجابيًا ويسهل إنجاز المهام ويجيب على الكثير من أسئلة الإنسان في ثوانٍ معدودة. فأي الفريقين على صواب؟
اهمية الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي
جاءت مصر في المرتبة الثانية إفريقيا بعد موريشيوس وفقا لتقرير مؤشر جاهزية حكومات دول العالم لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لعام 2022 ، حيث جاءت مصر في المركز 56 بـ2 نقطة. وبمقارنة التقرير لعام 2019 كانت مصر في المركز الثامن على مستوى إفريقيا، وفي المركز 111 من بين 194 دولة ووفقا لتقرير التنمية البشرية لمصر عام 2021، كشف عن تقدّم مصر 55 مركزًا في مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي فقد تقدمت مصر من الـمركز 72 من بين 138 دولة عام 2020 إلى الـمركز 53 من بين 154 دولة عام 2021.
ترتكز الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في مصر على 3 محاور أساسية، بالتعليم والتدريب ثم الاستفادة العملية من حجم البيانات الكثيفة الموجودة في مصر وإتاحة تلك البيانات للقطاع الخاص.
يبرز دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي كعامل محفز لحل مشاكل البيئة والتحول إلى بيئة نظيفة (Green). وكذلك يتم استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء المدن الذكية وتحويل المدن الحالية إلى ذكية طبقاً للمعايير الدولية.

تعزيز الجهود المصرية في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية

تركز مبادرات حكومية وطنية عديدة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية والنمو الاقتصادي، ومصر من هذه الدول وأطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بهدف استخدام هذه التكنولوجيا في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن القيام بدور رئيسي في تيسير التعاون الإقليمي في المنطقتين الأفريقية والعربية.
ويأتي ذلك في إطار حرص مصر على التفاعل مع معطيات العصر الرقمي الذي تتوالى فيه المُستجدات التكنولوجية كل يوم، كما تعد الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي أولوية رئيسية لمساعدة مصر على تحقيق أهدافها في مجال التنمية المستدامة.
أطلقت مصر منصة خاصة بالذكاء الاصطناعي، وذلك إلى جانب الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
ويساعد الذكاء الاصطناعي الإنسان على التنبؤ بالمستقبل واتخاذ القرارات بشكل أفضل، ومن المتوقع بحلول عام 2030 أن يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي.
وشهدت مصر خطوات متسارعة للنهوض والتنمية والتحديث على جميع الأصعدة وفى كل شبر من أرجائها مثل شبكة الطرق التي أنشأتها الدولة لرفع كفاءة النقل والمواصلات مما سيكون له آثار اقتصادية كبيرة على التجارة والصناعة وحركة السكان داخل البلاد، وفى خطوة مهمة للنهوض بالبلاد واللحاق بركب الدول المتقدمة تم إنشاء العاصمة الإدارية لتكون أول عاصمة ذكية في العالم تحديث العمل في الهيئات والمصالح الحكومية التي ستنتقل للعاصمة الإدارية، للانتقال إلى عصر التحول الرقمي والشمول المالي والدفع الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.
وتحتاج مصر إلى بنية تحتية تكنولوجية قادرة على تلبية التوسع في مجال التحول الرقمي، كخطوة مهمة وضرورية لنجاح الخطط والمشروعات الطموحة التي بدأت الدولة تنفيذها في كل المجالات ومن بينها مشروعات التعليم والصحة، بعد أن بدأت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام التعليم الإلكتروني من خلال التابلت، كما تتجه الجامعات الحكومية إلى تطبيق التعليم الإلكتروني بعد أن سبقها في ذلك عدد من الجامعات الخاصة والأجنبية، أما وزارة الصحة فإنها تحتاج إلى بنية تحتية تكنولوجية جيدة مع بدء نظام التأمين الصحي الجديد وأن ذلك يأتى فى إطار استراتيجية بناء الإنسان المصرى، والأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة ومواكبة العصر، والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين والتحول الرقمى، وكذلك فصل مقدم الخدمة عن طالبها، لتحييد العامل البشرى فى إطار جهود الدولة، لتنفيذ خطة الإصلاح الشامل للجهاز الإدارى للدولة
و اهتمام الرئيس بمواكبة التطور والنقل للعاصمة الإدارية الجديدة، والذى لن يكون نقلاً جغرافيا فقط، وإنما يواكب التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز جهود الإصلاح الإدارى، بحيث يمثل نقلة نوعية إلى مستقبل العمل الإدارى الحديث والمتطور.
وقد يكون من المناسب أن يكون هناك وزارة متخصصة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لتتولى مسئولية هذا الملف وتكون مسئولة عن التنسيق بين الوزارات والهيئات المختلفة، وتكون هذه الوزارة مسئولة عن تنفيذ المشروعات القومية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حتى تتوحد الجهود الرامية للإسراع في تنفيذ المشروعات والخطط التي تسعى الدولة للإسراع في تنفيذها، واللحاق بركب الدول التي سبقتنا في هذا المجال، مثلا رواندا أطلقت قمراً صناعياً يوفر الإنترنت المجاني لمواطنيها. إن إنشاء وزارة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي أصبح أمرا مهما لتقود قاطرة التحول الرقمي.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

 
Get new posts by email: