أسامة شمس الدين يكتب: التحالف الغربيِ همْ دعاةُ السلامِ ودعاةِ الحربِ

أسامة شمس الدين يكتب: التحالف الغربيِ همْ دعاةُ السلامِ ودعاةِ الحربِ
أسامة شمس الدين يكتب: التحالف الغربيِ همْ دعاةُ السلامِ ودعاةِ الحربِ

 

تزعمُ الدولُ الغربيةُ أنَ الشعبَ الفلسطينيَ الأعزلَ يرتكبُ جرائمَ إرهابٍ ضدَ إسرائيلَ بما تملكهُ الأخيرةُ منْ أسلحةٍ فتاكةٍ تخرقُ المنازلُ وتدكها على قاطنيها دونَ رحمةٍ أوْ هوادةٍ تدعى وقوعَ العدوانِ عليها . 

والحقيقةُ أنَ الشعبَ الفلسطينيَ تعرضَ لظلمٍ لا قبلَ لهُ بهِ إنَ ما نشهدهُ حاليا منْ قسوةٍ في التعاملِ معَ الشعبِ الفلسطينيِ تلكَ القاذفاتِ التي تلقي بالأطنانِ لنْ تؤديَ إلا إلى المزيدِ منْ منْ الدفاعِ عنْ النفسِ بكافةِ السبِ المشروعةِ والإصرارِ على القضاءِ على إسرائيلَ المزعومةِ .

 تقومَ الدولُ الغربيةُ بإمدادِ إسرائيلَ بالسلاحِ والعتادِ اللازمِ لإبادةِ شعبٍ بأكملهِ يقفُ الآنَ عاجزٌ تحتَ وطأةِ القصفِ المتدفقِ منْ الجوِ والبحرِ والبرِ ، وكأننا في معركةٍ معَ كائناتِ بريهِ تشكلُ خطورةً على البشريةِ جمعاءَ في ظلِ موقفٍ دوليٍ رخوٍ هزيلٍ متخاذلٍ لمْ نعهدهُ منْ قبلٌ ، وإزاءَ هذا الصمتِ الإنسانيِ قبلَ القانونيِ يتوقفُ العقلُ البشريُ عنْ التفكيرِ كيفَ يمكنُ لمسئولٍ دوليٍ أنْ يتقبلَ ما يحدثُ دونَ إدانتهِ وهذا أضعفَ الإيمانُ وهنا أشيرَ بالتحديدِ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ التي تعطي إسرائيلُ غطاءَ دوليٍ تحتَ مسمى الدفاعِ عنْ النفسِ . 

إنَ القانونَ الدوليَ لا يعترفُ بمسمى الإرهابِ إذا كانتْ الأفعالُ التي يقومُ بها الشعبُ الواقعُ تحتَ الاحتلالِ في مجابهةِ المحتلِ ، بلْ إنَ الدولَ الغربيةَ ذاتها التي وضعتْ تلكَ القاعدةِ القانونيةِ في القانونيِ الدوليِ هيَ ذاتها التي تتعمدُ إغفالها وعدمِ تفعيلها بلْ محاولةَ طمسها . 

إنَ حقَ تقريرِ المصيرِ والكفاحِ لأجلِ نيلِ الحريةِ لمْ يكنْ يوما سوى حقِ مشروعٍ نهضتْ إليهِ دولُ العالمِ الحرِ وقررتهُ في المواثيقِ الدوليةِ ، تلكَ المواثيقِ التي لمْ نسمعْ عنها وكأنما دخلتْ طيَ النسيانِ وسقطتْ منْ ذاكرةِ القانونِ الدوليِ ، بينما كانتْ حاضرٌ منذْ شهورٍ إزاءَ ما كانتْ تتعرضُ لهُ أوكرانيا منْ ضرباتٍ موجعةٍ منْ روسيا ، هنا استفاقتْ الدولُ الأوربيةُ للكفاحِ منْ أجلِ إيقافِ الحربِ على دولتها الحليفةِ ، أما في فلسطينَ تتركُ الأبرياءَ منْ المدنيينَ في غزةَ والضفةِ الغربيةِ أما للقصفِ المتوالي وأما لحملات مداهمةٍ واعتقالٍ لزيادةِ الأسريِ في السجونِ الإسرائيليةِ .

 والحقيقةُ أنَ ميزانَ العدلِ هويْ واختلَ وصارَ بلا كفةِ رجحانٍ ، لقدْ خابتْ كلَ الآمالِ في الضميرِ الإنسانيِ الحرِ لقدْ أصبحنا نبحثُ عنْ الضمائرِ التي توقظُ الأملَ عندَ الإطفاءِ والنساءِ والشيوخِ والشبابِ العزلَ الذينَ انقطعتْ بهمْ السبلُ إلا منْ رحمةِ اللهِ .

 ولقدْ كانتْ مصرُ ولا زالتْ تبحثُ بكافةِ السبلِ المتاحةِ إيقافَ العدوانِ على الشعبِ الفلسطينيِ ، حيثُ كانَ موقفها واضحٌ منذُ بدايةِ العدوان بعدمِ قبولِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ ، وخيرا فعلتْ القيادةُ المصريةُ بهذا الموقفِ الذي أيقظَ العالمُ العربيُ والإسلاميُ إلى هذا المخططِ الذي يهدفُ إلى إذابةِ الشعبِ الفلسطينيِ في دولِ الجوارِ بهدفِ تصفيةِ هويةِ الدولةِ الفلسطينة وما أنْ تنتهيَ إسرائيلُ منْ تصفيةِ غزةَ حتى تبدأَ في تصفيةِ قاطني الضفةِ الغربيةِ الأمرَ الذي تصبحُ معهُ فلسطينُ في طيِ النسيانِ .

 كانتْ هذهِ مقدمةٌ وتمهيدٌ لمقالاتٍ تاليةٍ حولَ توصيفِ القانونِ الدوليِ لحركاتِ المقاومةِ ضدَ المحتلِ وفقا لقراراتِ الأممِ المتحدةِ في هذا الصدد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى دكتورة مي جابر تكتب : رؤية مصر ودورها في استضافة المنتدى الحضري World Urban Forum 12

 
Get new posts by email: