يوسف الدالى يكتب : الذكاء الاصطناعي ودوره في الانتخابات الرئاسية

يوسف الدالى يكتب : الذكاء الاصطناعي ودوره في الانتخابات الرئاسية
يوسف الدالى يكتب : الذكاء الاصطناعي ودوره في الانتخابات الرئاسية


المهندس يوسف الدالى : استشارى تكنولوجيا المعلومات و التحول الرقمى
حققت مصر إنجازات كبيرة في مجال التحول الرقمي من خلال ميكنة قواعد البيانات والربط الإلكترونى بين الجهات الحكومية بعضها البعض، أو تطوير آليات تقديم وإتاحة الخدمات للمواطنين بشكل أسرع وأكثر سهولة ويسر.


وفي عالم تقوده تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فمن شأن هذه الفجوة الرقمية المستمرة أن تزيد أوجه انعدام المساواة تفاقمًا وتخلق طبقة جديدة من ”الفقر الرقمي“، وتفاديًا لهذا السيناريو، تسعى الحكومة المصرية أن تعزز جهودها لضمان الوصول الشامل إلى الخدمات عريضة النطاق، ومنح الناس المهارات والموارد التي يحتاجون إليها للمشاركة في الاقتصاد الرقمي مشاركة كاملة.
ويعتبر «الذكاء الاصطناعي» أيقونة أحدثت نقلة حقيقية، وطفرة علمية في العديد من الدول المتقدمة، ولعل هذا ما دفع مصر إلى اعتماده في إطار الانطلاق نحو مستقبل أفضل، بالتطوير واستغلال التكنولوجيا لتقديم أفضل خدمة لصالح النهوض بالدولة والمجتمع معا. فالذكاء الاصطناعي أصبح اليوم لغة لابد أن يتحدثها الجميع، لذا تم وضع الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لتشمل إقامة كليات للحاسبات والذكاء الاصطناعي في عدد من المحافظات بما يغطى كافة أنحاء الجمهورية بالإضافة إلى إتاحة التدريب والتعليم، وجمع قدر هائل من البيانات لتدشين تطبيقات تهدف إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات.
وتدخل الذكاء الاصطناعي في كافة شيء، فلم تمر العملية الانتخابية من تحت يديه مرور الكرام، فنعي جميعًا أنه ساهم بشكل كبير في الدعايا الانتخابية، لكن يجهل الكثير دوره المحوري في إنصاف مرشحين على حساب آخرين وهو ما حدث بالفعل في العديد من الدول الأجنبية، فيبدو أن الذكاء الاصطناعي متواجد منذ قديم الأزل ونحن غافلين عنه لكن السؤال الأهم، كيف تدخل الـ AI في هذه العملية التي تُحدد مصير دول بأكملها؟
بإمكان أدوات الذكاء الاصطناعى المتطورة أن تنتج الآن أصوات بشرية مستنسخة وصور ومقاطع صوتية وأخرى مصورة تبدو حقيقية للغاية، وذلك خلال ثوان، وبتكلفة بسيطة. ويمكن أن ينتشر هذا المحتوى بسرعة وقوة على السوشيال ميديا إلى جمهور منتقى بعناية شديدة، الأمر الذى يمكن أن يدفع الألعاب الانتخابية إلى مستوى جديد، هناك تحذير من أن أدوات الذكاء الاصطناعى القوية والرخيصة، يمكن أن تسمح لأى شخص قريبا باختلاق صور غير حقيقية ومقاطع مصورة وصوتية تبدو حقيقية بما يكفى لخداع الناخبين، وربما التأثير على أي انتخابات. وكانت الصور المركبة التي ظهرت حتى وقت قريب غير مقنعة وإنتاجها مكلف، خاصة فى الوقت الذى توجد فيه أنواع أخرى من المعلومات المضللة غير المكلفة، والتي يسهل نشرها عبر السوشيال ميديا. وهذا التهديد الذى مثله ما يعرف بالتزوير العميق عبر الذكاء الاصطناعى أو الديب فيك Deep Fake، بدا دائما على بعد عام أو عامين.
ومن بين هذه السيناريوهات الرسائل الروبوتية بصوت المرشح توجه الناخبين للإدلاء بأصواتهم فى موعد خطأ، تسجيلات صوتية لمرشح يعبر فيها عن آراء عنصرية مثلا أو يعترف بجريمة، أو لقطات مصورة تظهر شخصا يلقى خطابا أو يجرى مقابلة لم يقم بها على الإطلاق. أو صور مزيفة هدفها أن تبدو أشبه تقارير الإعلام المحلية والتى تزعم خروج مرشح ما من السباق
والذكاء الاصطناعي والتدليس الانتخابي شئ مخيف ومرعب وكشف العديد من الخبراء انحياز الذكاء الاصطناعي سابقًا لمرشحين على حساب أخرين، فلعب الـ AI دورًا جوهريًا في الدعايا الإنتخابية، حسبما كشفت الصحف الأجنبية المختلفة ويمكن الذكاء الاصطناعي والرأي العام ان تستهدف هذه التقنية التأثير على أكبر عدد من الأشخاص عن طريق نشر محتوى مزيف، للتأثير على الشأن السياسي مما يؤدي إلى تعرض الأفراد والحكومة إلى العديد من المشكلات.
وينشر الذكاء الاصطناعي محتويات رقمية مفبركة مما يؤدي إلى انصياع الشعب ورائها دون أدنى تفكيرو قد يحدث الكثير من الجدل والبلبلة، بسبب انقسام الشعوب حول هذه الآراء المختلفة .

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

 
Get new posts by email: