كانت الامبراطورية الرومانية ذات قوة صاعدة والتي جلبت الاستقرار إلي معظم دول أوروبا. كان التبادل التجاري هي التجارة النابضة بالحياة والتي كانت تدعم الحياة الآمنة إلي حد معقول للملايين من الناس. عندما سقطت روما انهارت هذه الشبكة من التبادل التجاري. ومن هنا كانت نقطة التحول الذي غيرت مسار الامبراطورية وبدأت تظهر فترة تسمي العصور المظلمة التي استمرت إلي عدة قرون.
العصور المظلمة هي فترة من الاضطراب الشديد والحروب المستمرة والطاعون المنتشر والنمو الثقافي الراكد، بدأت هذه الفترة في عام 476م مع سقوط روما . خلال القرن الأول من العصور المظلمة كان الامبراطور جستينان علي وشك إعادة توحيد القارة إلا أن انتشار الطاعون في المنطقة دمر وقتل عشرات الملايين من الناس.
الوضع السياسي في العصور المظلمة:
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية علي يد البرابرة في عام 476م سادت حالة من الاضطراب والفوضي كانت تتمثل في انتقال المنطقة الأوروبية من الوحدة الي التعدد والكثرة ، والسعي لتحقيق أهداف معنية وهما هدفين غاية في الأهمية هو الوحدة السياسية علي أساس إعادة إحياء الامبراطورية والوحدة الدينية من خلال إيجاد كنيسة أوروبية موحدة ، ولكن كانت القوي المدنية والدينية متشاحنة منعت من تحقيق هذه الأهداف.
أما الوضع الاقتصادي أصبح سيئاً للغاية إذا اقتصر على عمليات الغزو وفرض الضرائب وبيع الرقيق ، كما أصبحت عمليات التنقل من أجل التجارة والبيع والشراء محفوفة بالمخاطر ، وفي وقت لاحق أصبحت الغزاوت حروب دفاعية أكثر من هجومية وبالتالي لاتكون فيها أي غنائم. فقدت النقود أهميتها وحل مكانها نظام المقايضة واحتكار العمليات النقدية لم يكن مسموح لأحد من عامة الناس بفتح أي مؤسسة مالية أو حتي جمع النقود.
أما الوضع الفكري والثقافي اتسم هذا الوضع بسيطرة الديانات الوثنية القائمة علي عبادة متعددة من الآلهة وتقديس شخص الامبراطور ، واستخدام هؤلاء الكتابة اللاتينية البربرية الغير ملتزمة بقواعد نحوية ولغوية ، وكانت كتاباتهم تتميز بالمبالغة في سرد المعجزات والوقائع المخالفة للعقل والمنطق.
نهاية العصور المظلمة:
يعتبر العديد من المؤرخين أن عام 1453م هو التاريخ الذي انتهت فيه العصور الوسطى علي يد الامبراطورية العثمانية بعد أن عاشت فترة حصار عصيبة قرابة شهرين كاملين.