كانت قادمة تلك الساحرة من مكانٍ بعيد
أنها ساحرة الأعين .. وساحرة الهوى
- قُلت لها من أين لكي هذه الأعين الساحرة
- قالت ومالك أنت بأعيني .. أنني نجوى
- قلتُ لها وإني فارسٌ لا يهزّني سيف حاقد
أو حاسد أو متغرطسٍ .. ولكن عيونك تلفتني وأنارت بصيرتي للهوى .. من أيُّ البلاد انتي ؟!
- قالت من بلاد السند والعجم وهل لك من مبتغى ؟!
- قُلت بعد عينيك هاتان نسيت مبتغايّ ولكن أتدليني على طريق النجاه من هذا الوادي صعب الثرى ؟!
- قالت وهل تدلني أنت عن الرؤى ؟!
- قُلت وأنا لكي بمفسرٍ عظيم .. قولي لي ما الرؤى
- قالت أني حلمتُ بفارس يحمل سيف مسلط وقالي لي ان أسمه مهنَّدٍ أتى به من غنائم بلاد الهند ويبحث عن الأمان والثرى
فشاورت له عن مكان الهروب .. فتركني وحيدةً في الهوى وذهب ..
هل لك من تفسير ؟!
- قُلت لها وأنا هنا فارسٌ وهذا سيفي مهنداً
أتيت به من بلاد الهند مغتنماً ..
فتعالي معي وبرب محمداً وعيسى وموسى
أنا لكي آمان وملجأ ..
وها هو تفسير رؤياكي ..
- قالت يا لك من محتال وضال .. طريقك من هذا الاتجاه أذهب ولا تعد وإلى قدمتك لوالدي وليمةً وغنيمةً أنت وسيفك هذا ..
وأنا سأذهب لأبحث عن تفسير رؤياي ..
بعيداً عنك أيها المحتال
وذهبت نجوى ولم أعد انا بعدما ذهبت
ذهبت وهي تمرقني بطرف عينيها اللتان تأسر قلبي بين جفونها .. ورأيت من هذا الطريق التي أمرتني أن أسلكه بحراً عظيماً
وعند شاطئ هذا البحر لقيت رجلاً هادياً يرتدي ملابس الموالي والشيوخ وسألني
من أتيت أيها الفارس الحزين ..
- قلتُ له من الهند آتي وتائه وسط الصحراء بعد أن رأيت أعين الحسن والجمال وغادرت ..
- قال أريتها اذاً ؟!
- قُلت من ؟!
- قال نجوى !!
- قُلت وما ادراك انت ؟!
- قال هي حورية من حواري النعيم تظهر في هذة المنطقة لتبحث عن احد يفسر رؤياها .. أفسرت أم فشلت ؟
- قُلت فسرت وفشلت يا شيخنا
- قال لا تحزن يا بني ..
ستنسي نجوى ورؤياها ..
ولم انسى ابداً
حين أتتني من النعيم
حوريه وأسمها نجوى …