يأتي يوم السابع من أكتوبر 2023 وتداعياته بالحرب على غزة، على خلاف الكثير من الأحداث في الخلاف بين الشعب العربي ودولة الاحتلال، حيث أنه وللمرة الأولى يخاطب العرب العالم بلغة "حقوق الإنسان" التي تعيها جيدا الحكومات والشعوب على حد سواء، بعيدا عن شعارات "الأقصى الجريح" و"الأقصى الأسير"، تلك اللغة الاي لا يعيها أي شعب ولا أي حكومة.
وعلى جانب آخر، نجد خطاب شعبي شعبي، موجه من العرب للعالم، عبر منصات التواصل الاجتماعي، ينشر فيه حجم الجرائم المرتكبة في حق شعب أعزل أراد فقط تقرير مصيره، ويعرض للفارق الكبير بين حكاية نسجتها جماعة مسلحة _إرهابية كانت أم لا_ ترفع شعار "حق الكفاح المسلح ضد الاحتلال"، أمام حكاية جيش نظامي خرج عن حدوده، واستخدم كافة أدوات البطش ضد شعب مدني بدعوى "حق الرد"، واتخذ من فشله في ملاحقة المسلحين سبيلا لعقاب جماعي لمدنيين عزل.
ومن ناحية ثالثة، نجد أن الحكومة الإسرائيلية والتي فشلت بقبضتها الأمنية في تجنيب بلادها أحداث السابع من أكتوبر، والذي هو فشل أمني عسكري يعقب فشل استخباراتي في توقع الهجوم، وراحت الحكومة تعلن حالة الحرب لتلفت أنظار شعبها بعيدا عن سجل الفشل، ولتحمي سلطتها من المسائلات، لتجد نفسها أمام فشل جديد، فلم تستطع تحرير أسراها، ولا القضاء على الجماعة المسلحة، يلاحقه فشل آخر، يمثل فضيحة ذلك النظام أمام حلفاؤه، الذين تورطوا في دعمه أمام شعوبهم التي تلقت خطابات من الشعوب العربية.
المشهد الحالي يسهل قراءته لأي متابع.. نظام يجر ذيل من فشل في حماية شعبه والحفاظ على حلفاؤه ومصالح بلده، ومتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق شعب ثان، خارج حدوده على أراض يحتلها بالقوة المسلحة، فأي نظام ذلك الذي يعادي شعبه وعدوه.