مع اقتراب انعقاد معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025، تجاذبتُ أطراف الحديث مع إحدى الصديقات حول مُناخ الكتابة والأدب والثقافة في مصر، وقد انتقدت صديقتي كثرة أعداد المؤلفين والمؤلفات، خاصةً في مجال كتابة القصة والرواية، وذلك باعتبار أنه لا يُمكن نشرُ كلِّ رواية أو قصة تخطر على بال صاحبها/صاحبتها، وقد رأت أن ذلك ينحدر بالذوق العام، خاصة مع كتابة ونشر العديد من المؤلَفَات باللهجة المصرية العامية.
اتفقتُ مع صديقتي جزئيًا، واختلفتُ معها أيضًا جزئيًا؛ ذلك أنني أعتقد – وهذا رأيي المُتواضع – أن ذلك الزخم في الكتابة والنشر يجذب الأفراد من مُختلف الأعمار نحو القراءة مرة أُخرى، وذلك في وقتٍ نتمنى فيه أن تعود القراءة مرة أُخرى إلى مكانتها التي تستحقها، خاصة بين الأجيال الجديدة التي أدمنت وسائل التواصل الاجتماعي، والانترنت، وأجهزة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبالتالي، فإن ذلك الزخم يُساعد على تلبية جميع الأذواق، وربما يُمثل عاملاً مُحفزًا نحو حُب القراءة والاطلاع على كُتب وقراءات في مجالات مختلفة.
النقطة الثانية، تتمثل في أن لكلٍ منا خبراته الحياتية التي عاشها أو عاش مع أبطالها وهي قصصٌ وخبراتٌ تستحق أن يستفيد القراء من دروسها، وبالتالي، فكل شخص قادر على الكتابة والتصوير بأسلوبٍ أدبيٍ رصينٍ، له الحق، بل وربما عليه واجبُ نشر تلك الخبرات ونقلها للآخرين.
أما تحفظي فيكمن في كَوْنِي أنتمي إلى ذلك التيار الذي يحرص على ويُصر على الكتابة باللغة العربية الفُصحى بعيدًا عن العامية، بل إنني أعتمد عليها حتى في كتابة منشوراتي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أقصد هنا أنه يتعين على الجميع أن يكتُب لغة عربية تنتمي إلى عصور ما قبل الإسلام، أو حتى تعتمد على الاستعارات المَكنِيَّة والتصريحية والصور البلاغية، ولكن ما أقصده هو تلك اللغة العربية الفُصحى التي يفهمها الجميع ولكنها، في ذات الوقت، تُساعد على الارتقاء بالذوق العام، وتُساعد في تنمية الشعور بروعة وجمال وتناسق وموسيقى اللغة العربية الفُصحى.