وجدتني في المقابر لا أدري لما ذهبت إلي هناك ، سبقني سعيد كان وحده بلا قائد سوي قلبه ، عند قبرها يحكي حكايات أيامه لها ، وقفت إلي جواره ...التفت إلي فجأة وبدأ في حديث غريب ، لا أدري ماذا يقول ...تحدث عنها كان ينظر إلي القبر ...ذهب دون أن أشعر به فقد كنت في عالم آخر ...جلست قليلا إلي جوار أحد القبور ...كان قبر امرأة كتب علي شاهده اسمها ( رسمية محمد حسن تاريخ الوفاة ١٨/ ١٢ / ١٩٧٠ ) سرحت مع صاحبة القبر التي لا اعرفها سنوات طوال مرت وهي هنا ، ذكريات كثيرة مرت برأسي لأناس رحلوا ....بدأ الصباح يهزم الليل ليرحل الليل و ليعود مرة أخري ...
دخلت الحارة كانت هادئة ...عبده المنفي في مكانه والبت بسة أيضا مرصوصة أمامها اطباق الارز باللبن أم بسة ظهرت بعد غياب عن السوق ، تجلس بجوار بسة ببعض اطباق الحلويات ، تناولت طبق و دفعت ثمنه ثم مضيت إلي الدكان ، أتت زهور حين رأتني ناولتني فطيرة ساخنة بالعسل ثم ذهبت في طرقات السوق ...
جلست داخل الدكان انظر إلي الارفف ...لا أدري لما افتح الدكان مبكرا رغم أن زبائني يأتون متأخرين ، زبائني كلهن نساء نسيت أن أخبركم اني ابيع الطرح والاغراض النسائية لكني تعودت علي فتح الدكان مبكرا مثلي مثل بقية اهل السوق ، دخلت ام صالح إلي المحل قالت إنها ستذهب إلي نادية ، أخبرتها أني سأذهب مع عبده وزوجته حين يذهبون ، اعطيتها بعض النقود لتشتري ما يلزم نادية ، حين استدارت لتذهب التصقت عيناي بظهرها تابعت خطواتها حتي اختفت من امامي ...
أغلقت الدكان قرب العصر ثم ذهبت إلي عبده المنفي انتظرت قليلا حتي جهزت زوجته وذهبنا جميعا إلي نادية ، كانت أم صالح ترافقها في المستشفي ، تطعمها وتقوم علي خدمتها ، جلسنا فوق سرير فارغ كانت أم صالح امامي مباشرة ، نظرت إلي وجهها كان منيرا مع أشعة الشمس التي تسللت إلي الغرفة ، انتبهت إلي حديث نادية وعبده ، وكانت زوجة عبده تصلي العصر ، استعذت بالله من الشيطان ثم أخذت بيد عبده و صلينا العصر في ركن الغرفة ، لم تتحرك أم صالح بقيت جالسة مع نادية ، أنهينا الصلاة ثم جلسنا قليلا وذهبنا تاركين ام صالح ونادية .
عدت إلي الدكان وفتحته مرة أخري ، اخرجت الكرسي وجلست امام الدكان انظر إلي الرائح والغادي ، طلبت كوبا من الشاي و اشعلت سيجارة و ذهبت إلي ...أخذني الخيال كعادتي ، رأيت أم صالح في ابهي زينتها كان شعرها منسدلا خلف ظهرها ، مكحلة عينيها ، تتحدث في دلال ، تخطو في دلال ، كنت مسحور بها تكاد عيناي تلتصق بكل ما فيها ، مدت يدها إلي أمسكت بها ، كان يدور في عقلي سؤال واحد ...تري ما هو اسم ام صالح الحقيقي ، أفقت حين سمعت لوزة بنت بسة تنادي علي قطتها ( موشا ) ...