إذا بحثنا حولنا سنجد الفساد يُحيط بنا من كل جانب فى حياتنا ، نجده فى العمل والشارع والمواصلات وغيره، وينبُع الفساد ممن فسدت أخلاقهم ، لأن الفساد هو فساد الأخلاق .. فمن فسدت أخلاقه لا تنتظر منه خير .
واليوم سوف أُحدثكُم عن نوع من الفساد وهو "فساد السلطة أو الوظيفة"، فكل من يملُك وظيفة يعطى لنفسه الحق فى التحكم فيمن يخدمهم من المواطنين..
فكنتُ يوماً فى السوق أقف عند أحد البائعين وإذا بسيدة تأتى ومعها رجلان وتشاور على البائع وتقول " هو ده " ودار الحوار بينهم ، فقال البائع قالت لى" أنا أقدر أشيلك من مكانك" ، فرد أحد الرجلين " أيوى تقدر" ، ويتضح أن سبب النزاع هو أن السيدة أرادت استبدال "ثمرة فاسدة" وجدتها وسط الثمار التى اشترتها ،فتهكم عليها البائع مما تسبب فى غضبها ، وأما عن قدرتها الخارقة التى تستطيع بها أن تُطيح بهذا البائع من مكانه هى أنها تعمل فى""الحى""............
وإن أحسنتُ الظن بها ومن معها بأنهم كانوا يريدون إرهاب البائع فقط لأنه أساء معاملة السيدة الموظفة ،فهذا أيضاً مرفوض .. لأنها تستغل وظيفتها لتتميز بها عن الناس .
وكما أبت لنفسها أكل "الثمرة الفاسدة" وتقبل على نفسها أن تكون فاسدة ونتعامل نحن معها فيجب علينا أيضاً رفضها، وليكن مصيرها مصير ثمرتها الفاسدة..حتى لا تفسد من حولها .
وبالطبع هذا النموذج لا يُمثل جميع الموظفين ، فهناك الكثير والكثير من الشرفاء المحترمين الذين لا يرضون حراماً ولا فساداً ويخافون الله ، ويخدمون الناس والوطن ، وعلينا مساندة هؤلاء فى مقاومة الفساد حتى نقضى عليه تماماً...