بقلم / هدى الساعاتى
يشكل الإعتداء الآثم على المصليين الجمعة الماضية بمسجدين فى مدينة تشيرتس بنيوزيلاندا اسفر عن مقتل 49 شخص حلقة من حلقات إستهداف الأماكن المقدسة ، بعد حادث مسجد الروضة و لكن تلك الأحداث الإرهابية مجرد محاولات يائسة لزعزعة إستقرار الوطن وقف آلية الإستمرار .
و القضاء على الإرهاب من جذوره لا يكون بالحلول الأمنية فقط و لكن لا بد من إعمال الفكر وعمل مشروع قومى للخطاب المستنير يلتف حوله المسلم و المسيحى فى المساجد و الكنائس و الجامعات و المدارس و يقود الحرب الفكرية فى مواجهة الفكر المتطرف و يرسخ الثقافة الحاضنة لدى الشباب.
فالإرهاب ظاهرة عالمية الإرهاب هو أى عمل أو فعل يُلحق العنف بالأفراد، ويسلب نعمة الأمن والأمان من الحياة المجتمعيّة في بلد ما، وخلق أجواء من التوتر والخوف و ليس له علاقة بالإسلام و لا أى ديانة أخرى
وأيضا ظاهرة كونية و مركبة مثلها مثل ظواهر إجرامية « الإتجار بالبشر و تهريب السلاح و وتجارة المخدرات ، و كما قال احد علماء النفس الغربيين أن الفرق بين المريض النفسى و الداعشى أن ىالأول يضر نفسه و الأخير يضر نفسه الآخرين و كلاهما يعانى من خلل نفسى.
والإرهاب خطرا على الأمن العالمى و لكن لا تعريف جامع مانع ، ووفق قاموس إكسفورد هو إستخدام العنف لتحقيق «مكاسب سياسية» و ليست « حقوق» .
والتنظيمات الإرهابية تطورت بشكل كبير من حيث السيطرة على مساحات واسعة من الأراضى ، الأول تحولت من الهجوم على الأهداف الحكومية ثم الإنسحاب و التخطيط لغيرها ، والآن تسيطر على مدن بالكامل.
و الحوادث الإرهابية التى تشهدها مصر هو رد فعل لما حققته مصر من نجاح المصالحة الفلسطينية و رأب الصدع فى أزمة لبنان و القبض على الخلية التركية القطرية و إنتصار مصر فى معركة الواحات .
والإرهاب ابن الدول الكبرى الت تستخدم تلك التنظيمات فى إخلال إستقرار الدول بلا شك و تستخدمها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية .
منذ نهاية السبعينات مولت و دربت الولايات المتحدة الأمريكية « الجهادين ،تولدت عن تنظيم القاعدة و سلسلة من التنظيمات فى أشكال مختلفة حتى وصلنا لـ « داعش» وهو الذى تم إستخدامه لتفتيت العراق و سوريا .
ومن اهم أسباب العنف والإرهاب شعور الجماعة الارهابية بالغبن والظلم والبحث عن استرجاع حقوقها بطريق القوة المفرطة ، و التأثر بالنص الديني المتشدد الحاث على لزوم إحقاق الحق وإدحاض الباطل ولو بالوسائل العنفوية ، أو تلك النصوص التي تبيح دماء واموال واعراض غير معتنقي الدين او المذهب الذي يتبناه الارهابي.
ولا ننسى غطرسة الدول العظمى وسعيها في تعزيز نفوذها وسطوتها وهيمنتها على الدول الضعيفة من خلال زرع الخلايا الارهابية الضاربة في أمن وسلامة تلكم الدول بغية اجبارها ان تستغيث بقوة نفس الدول الراعية للإرهاب.
وقيام الدول الراعية للإرهاب بتحطيم اقتصاديات الدول الصغيرة من خلال ضرب وخلخلة الامن فيها، عبر تدريب وتهيئة الخلايا الارهابية الناشئة اساساً على ثقافة الدم .