اعدت الدكتورة / هدى الساعاتى الصحفية بجرية الشروق و المستشار الإعلامى لمؤسسة السحاب للعلاج بالفن ورقة بحثية حول "دور الإعلام فى الوعى المجتمعى بمرض التوحد و الأطفال التوحديين
و نص الورقة البحثية ما يلى :
جميلة هي الحياة .. وأجمل ما فيها أن يعيش الإنسان على كوكب يشعر بأن سكانه يبذلون أقصى جهدهم في العطاء الجبار المتدفق من ننبع صاف زلال لا يحيف ولا ينقطع أبدا ..مع إشراقه كل يوم دون كلل أو ملل .. ومن أولئك السكان توجد فئة غالية على أنفسنا .. فئة أهتم بها علماء النفس والاجتماع عبر العصور و هى أطفال مرضى التوحد أو أطفال التوحديين .
والنفس البشرية معجزة من معجزات الخالق عز وجل ذكرها في كتابه ، ولكن البشر لم يستطيعوا الكشف عنها وعن أسرارها، وأسموا الإضطرابات التي تجري فيها بالأمراض النفسية غير العضوية، وتلك الأمراض مجال واسع متغير متعدد الأسماء والصفات ، يطلق عليه الأطباء تسميات لكي يتمكنوا من التفاهم حول الأعراض بلغة محددة، ومن أعقد المشاكل غير العضوية التي تواجه جميع المجتمعات في العالم هي مشكلة التوحد.
ويأتى دور الإعلام فى مقدمة الأدوار التى يجب أن توعى المجتمع بأن كل طفل متوحد يستطيع التقدم والتحسن إذا إستطاع المجتمع والمعلمين والأهل وأصحاب التخصص الاقتناع بقدراته المخفية والظاهرة والتعامل معه وفق خطط واضحة ومدروسة،وبطرح إنساني النهج،أخلاقي المسار،مع تقديم الحب والتقدير والقبول لهذا الإنسان التوحدي.
ولن يكون هذا من خلال الاهتمام بتقديم الطعام والشراب والعطف علية والشفقة فقط،بل يجب أن يترجم هذا،إلى برامج إعلامية وخطط تربوية وسلوكية توعوية ولنتذكر المقولة الشهيرة " قبل أن تنظر إلى ضعفي انظر إلى قوتي " والمقولة الرائعة " السماء هي الحدود ".
ودور الإعلام يأتى بالتعريف بمشكلة الطفل التوحدي وكيفية تأثير الاضطرابات السلوكية على حياته، ومعرفتنا بالمرض وأنماطه، فإن ذلك يسهل علينا التعامل معه ووضع الخطط العلاجية والتدريبية، مما يجعله فرداً فاعلاً في مجتمعه .
و يجب على وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المقرؤة أن تنشر الأسس التي تساهم في التعامل مع الطفل التوحدي و فى مقدمتها هو تكوين علاقة ودية معه وعلى كسر حاجز العزلة الذي بناه حول نفسه ، كما العمل كفريق واحد من المتخصصين مع العائلة من خلال برنامج خاص للطفل نفسه يلائم قدراته ومعوقاته.
ويقوم الإعلام الصحى بالتعريف المجتمع بحالة التوحد وطيف التوحد ، و تفعيل الدور التوعوي والثقافي لدى فئات المجتمع المختلفة ، دمج أطفال التوحد في المجتمع ، وتعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم من خلال مشاركاتهم ، و الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين بالتوحد وأسرهم.
كذلك يجب على الدور الإعلامى و التوعى التوعية من خلال البرامج التربوية والتأهيلية الخاصة لهم ، التعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات ( التعليمية، التأهيلية، الرياضية، الترفيهية، لمادية، والدمج المجتمعي) ، تبادل الأفكار والرؤى والتجارب والخبرات ، إستعراض طرق وأساليب تطوير الشراكة بين الأسرة والمراكز الخدمية.
و يجب أن نشير إلى بعض الاحصائيات الخاصة بنسب الإنتشار و تم نشرها فى المواقع الإخبارية ، في السبعينات من القرن الماضي كانت الاحصائيات تدور حول الرقم 1 الى 2 لكل 3000 نسمة ، وفى الثمانينات اعتمد الرقم 1 الى 1000 وفي بعض البلدان 2 الى 1000.
وفى الصين جاءت دراسة في هونج كونج نشرت عام 2008 وكانت نسبة انتشار طيف التوحد 1.68 لكل 1000 من الاطفال تحت عمر 15 سنة وقريب من ذلك الرقم في استراليا .
والدانمارك ذكرت دراسة نشرت في عام 2003 ان هناك ارتفاع في نسبة انتشار التوحد من عام 1990 وواصلت النمو بالرغم من سحب مادة الثيوميرسال من المطاعيم المشتبه بها كمسبب لمرض التوحد منذ عام 1992
وفي عام 1990 كانت النسبة 0.5 حالة لكل 10,000طفل ، وفي عام 2000 كانت النتيجة 4.5 حالة لكل 10,000 طفل.
واليابان جاءت دراسة نشرت عام 2005 على مناطق من يوكوهاما تعداد سكان 300,000 نسمة ، الاطفال منهم تحت 7 سنوات كانت نسبة طيف التوحد ، 48 حالة لكل 10,000 طفل عام 1989 96 حالة لكل 10,000 طفل عام 1990 ، 97 حالة لكل 10,000 طفل عام 1993 ، 161 حالة لكل 10,000 طفل عام 1994.
في الثمانينات اعتمد الرقم 1 الى 1000 وفي بعض البلدان 2 الى 1000 تقرير نشر عام 2005 دراسة على مناطق من يوكوهاما تعداد سكان 300,000 نسمة ، الاطفال منهم تحت 7 سنوات كانت نسبة طيف التوحد
48 حالة لكل 10,000 طفل عام 1989
96 حالة لكل 10,000 طفل عام 1990
97 حالة لكل 10,000 طفل عام 1993
161 حالة لكل 10,000 طفل عام 1994
المملكة المتحدة :
دراسة نشرت عام 2004 :
نسبة انتشار طيف التوحد من عام 1988 وحتى عام 2001 كانت على التوالي من 0.11 الى 2.89
الولايات المتّحدة :
في عام 1996 تم تشخيص 21,669 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر 6 الى 11 سنة
في عام 2001 تم تشخيص 64,096 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر 6 الى 11 سنة
في عام 2005 تم تشخيص 110,529 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر 6 الى 11 سنة
وتؤكد وسائل الإعلام من خلال تلك الإحصائيات أن نسبة انتشار التوحد فى إزدياد.

