أمام التحديات والأزمات ومع كثرة الشكوى من البطالة نجد فى المجتمع شعاع نور حقيقى لأحد الشخصيات التى تثبت عكس ذلك، و كان للسيدة فى منتصف العمر تحدت الظروف والمرض، واستطاعة اقتحام مهنة الرجال، وهى صناعة الأثاث وفى نفس الوقت تغلبت على المرض.
مازالت المرأة المصرية على مر العصور تستطيع تغيير الواقع وتحطيم المستحيل بقوة وإرادة، تحدت الصعاب ولم تستسلم، وكان المرض اقوى أعدائها ولكنه تحول الى بداية جديدة في حياتها، وأطلق عليه لقب "المرأة الحديدية" وهى صاحبة أول صانعة اثاث منزلى من الحديد فى مصر، وبرغم محاولة البعض التقليل من فكرتها ولكنها ظلت تحاول كثير وأصرت على إثبات الذات وتحويل الفكرة الى حقيقة، وأثبتت للمجتمع إنه لايوجد مستحيل. أول محاولة استغرقت 3 أشهر ولكنه نجحت فى النهاية وسعدت كثيرا من لقب المرأة الحديدية، والذي أطلقه أحد مقدمى البرامج التليفزيونية، ولكوني امرأة صنعتها تشكيل الحديد، وتطويعه لإنتاج قطعة أثاث جمالية، هكذا بدأت شيماء سعيد الملقبة ب "المراة الحديدية" حديثها عشت فترة طويلة بالسعودية، وتخرجت من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية.
وقالت شيماء، أن فكرة صناعة الأثاث المنزلى من الحديد هى مرورى بظروف صحية كانت قهرية، وتحول المنزل إلى غرفة عزل، وأخذت كورتيزون ووزني زاد، وكانت حالتى النفسية سيئ جدا، ولكن مع ظهور هذه الفكرة فى عقلى كانت السبب الأساسي انى احاول استجيب للعلاج بعد فقدان الأمل فى علاجى، لكي احول الفكرة الى حقيقة.
وأضافت المرأة الحديدية، أنه ذات يوم فوجئت بأن السرير الذي ارقد عليه سقط نظرا لعدم متانته، ومن هنا جائت الفكرة التي جعلتنى ابحث عن أثاث متين وذات مظهر جمالي، وهنا قرارات صنع سرير من الحديد، وبدأت اترداد على ورش صناعة الحديد والنجارة فى محاولة لتنفيذ فكرتي، ولكن الجميع فى البداية رفض وقالوا إنه مستحيل.
واستكملت شيماء سعيد، حديثها إنها لم تستسلم وظلت في محاولة رغم رفض العديد من الورش، وبالفعل اقنعت أحد أصحاب ورش الحداد بالفكرة وقام بصناعة سرير من الحديد ولكن الموضوع لم ينتهي هنا، وظهرت مشكلة كيفية تنجيد السرير واعطاه شكل جمالى، وجاء دور النجار لكى يقوم بوضع الخشب على الحديد دون التأثير على وزن السرير، واستغرقت المحاولة مدة زمنية، وتم كبس الخشب فوق الإطار الحديدي بمادة الغراء والمسامير، وأصبحت قطعة من الأثاث ذات مظهر جمالي ومتانة عالية.
وقالت شيماء، إن أثناء عرض السرير أمام ورشة المنجد طلب أحد اهالى المنطقة شرائه، وقمت ببيعه وبدأت الطلبات فى صناعة أنواع مختلفة، وانتقلت بعد ذلك إلى مرحلة جديدة وهي المنافسة في الأسواق، وعن طريقة التصنيع تقول شيماء، "إن قطعة الأثاث الحديدية تبدأ من صناعة الهيكل الحديدي وذلك من العلب الحديد بعد معالجتها وجلفنتها لتكسوها القطع الخشبية بطريقة الكبس والتي لا غنى عنها، ثم تأتي مرحلة التنجيد وإخراجه بشكل جمالي حسب ذوق العميل، موضحا أهم مميزات قطعة الأثاث الحديدية عن نظريتها المصنوعة من الخشب، الأثاث الحديدي ذو وزن أخف وغير قابلة للكسر أو التلف أو الصدأ، وبالتالي فهي أكثر متانة، وأقل سعرًا، علاوة على أنه قابل للفك والتركيب، ومن الممكن إعادة تدوير قطعة الأثاث الحديدية فيما بعد وتحويلها إلى هيكل آخر في حال الاستغناء عنها وبالتالي فهو منتج صديق للبيئة، وأيضا قطعة أثاث بضمان مدى الحياة.
وقالت إنه بعد الانتهاء من تجربة السرير قامت بصناعة مثل الكرسي، الركنة، البانكيت، السرير، وكل ما يتحمل وزن وثقل، استطاعت أن تشكله بالحديد من مرحلة تصنيعه وحتى شكله النهائي الذي يكسوه القماش. وإشارات شيماء، الى إن رحلتها بدأت من محافظة الإسكندرية إلى دمياط، لمقابلة تجار الصناعة الأثاث المنزلى، وشرحة لهم فكرتها ولقيت كل أنواع الدعم هناك، وفى خطوات سريعة بدأت من تصميم قطعة الأثاث ورسمها بالمشاركة مع ذوق العميل وتصنيعها وتوفيق قطع الأثاث المكملة لها، وتحاول فكرتها الى حقيقة وأصبح حلمها منافسة المنتج المصري المنتجات العالمية.