مجلة إسكندرية عدد نوفمبر ٢٠٢٤
تم النشر بواسطة مجلة إسكندرية في الخميس، ٧ نوفمبر ٢٠٢٤
"نرجسية الروح"
قصة قصيرة....بقلم القراء
الكاتبة - ولاء محمد.
ليس لى أصدقاء، حتى جارتى التى تقاربنى فى العمر تجمعنى معها معرفة سطحية بسبب كثرة مشاغلها،
وأيضآ ليس لى أخت أثرثر معها جوارحى، لكن لى أبن خالة بمثابه أخت لى فهى تقاربنى فى العمر لكنها تزوجت قبلى، و هذا ما يغيظنى بشدة ...لما هى تزوجت قبلى وأنا أحب أبن عمتى وهو أيضآ يحبنى، لكنه مسافر و كل شهر أتحدث معه لكى أطمئن فقط أنه مازال يحبنى و يريد الزواج بي، إنه يعمل فى بلاد الخليج فهم يقولون أنها بلاد الأغنياء و هو يحب المال مثلى .
أشعر و كأنى خادمة فى هذا المنزل الذى أعيش فيه، و أمى لا تنهض من على فراشها إلا لقضاء حاجتها و أبى لا أراه إلا عند منتصف الليل كذلك أشقائى الثلاثة ...
و بالطبع لا أعمل لأن ليس معى شهادة سوى شهادة الأعدادية، وأيضآ لا أريد تكملة دراستى، لا فائدة منها الزواج و المال أهم طبعآ ...
و الأيام أصبحت تشبه بعضها ما بين شراء أغراض البيت و بين خدمة أمى و أبى و أخواتى ولا أحد يساعدنى نهائيآ ...
إبن الجار الذى يتقطن بالمقابل عمارتى يشاهدنى فى المعتاد عند ترتيب البيت ، فأخذت الأيام أن تجعله خطيبٌ لى ...
لم أكن أتحمل بخله بقدر ما أسعدنى كونى مخطوبة و أخيرآ سأتزوج و أتخلص من همى ...
فى يوم من أيام التنزه المعتادة معه أعطانى مفتاح لشقة، للمقابلة على الأنفراد طبعآ ...
و أنا قررت أن أوقعه فى فخه المقزز، وقصيتُ لأهلى ما حدث ، و الحمد لله تم قطع خيط الخطوبة هذه بكل سهولة ...
لكن أتصالى مع أبن عمتى لم ينقطع أنذاك و قصيتُ بما حدث، وأجبرته بأن يتقدم لخطبتى بعد شهر من الآن ...
أدرى بأن أخواتى لا يحبونه ولا حتى أمى و أهله كذلك نفس المشاعر المتبادلة، لكن أبى دائما يودهم و هذا ما يهمنى ...
و بالفعل تزوجته رغم أنف أخواتى و أمى حتى أنها تدهورت صحتها و لكنى لا يهمنى مادام أنى سأتزوج و أسافر بعيدآ و لن أتكلم معهم أيضآ، يكفى أن كل شخص فيهم أسس حياته الشخصية و أنا لا.
أنذاك أمى كانت على فراش الموت و أنا على العشة الزوجية فى البلد الجديدة قالوا لى زوجات أخوتى بأنها كانت تريد أن ترانى للمرة الأخيرة لكنى لم أعرف هذا إلا بعد أنتهاء جنازتها .
ذهبت لبيت أمى و للمرة أولى أشعر و كأنى ضيفة فأخذت بعض مقتطفات أمى و رحلت بعيدآ مع زوجى .
أمضيت ثلاث سنوات بأعتنائى بطفلى الأول و أنقطاع أتصالى مع أبى و أخواتى و يبقى أتصالى مع باقى العائلة متاحآ .
أبى توفى عند أخى الكبير أنذاك و لم أهتم ، و لم يعد يهمنى الأمر أكثر من ذلك فأصبحت حياتى مستقرة و هذا ما أريده ، فمن يتوفى يتوفى و هذه هى سنة الحياة
لكن أن أرى أخوتى و أتواصل معهم من جديد فهذا أمر مرفوض بالنسبة لى، حتى أنى أزور باقى العائلة و أهل زوجى وقت ما أشاء ولا أَبَى بهم بالمرة ولا أريد أن أراهم .
خسرت أبى و أمى بسبب زواجى ولا أريد أن أخسر زوجى بسبب أخواتى .
النهاية ...