نظم قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية ، إحتفالية بعنوان " فى ذكرى ميلاد العالم الجليل أحمد زويل " برئاسة الفنانة أمانى على عوض مدير القصر و ادارات الحوار الإعلامية هدى الساعاتى الصحفية بجريدة الشروق .
وتقول نانا زويل، شقيقته، عن ذكريات طفولته، والتي تركت بصمة كبيرة في حياة العالم المصري الراحل أحمد زويل إنه كان من صغره يهتم بدراسته كثيرًا، فكان يحضر دراسة العام الدراسي المقبل منذ إجازة الصيف، كما أنه كان لا يحب مادة التاريخ وانصب اهتمامه على المواد العلمية.
بالرغم من شغف زويل بالمواد والدراسة العلمية فلم يجعله هذا يتخلى عن هواياته، فكان مواظبًا على سماع الموسيقى وخاصة حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، وكان يمارس الرياضة، كما أن له تجارب في فرق التمثيل والرسم.
وتلقى زويل إشادة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما راسله، تضمنت رسالة الرئيس الراحل تحية له ولطموحه، وأيضًا أوصاه بالتمسك بالأخلاق بجانب تمسكه بالتفوق العلمي.
حصل زويل على بكالريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967، من كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وعمل معيدًا بالكلية، تبعه حصوله على درجة الماجستير في 8 أشهر فقط، وهي مدة قليلة للغاية للحصول على هذه الدرجة العلمية مهما كانت درجة النبوغ والتفوق العلمي، ساق طموح زويل فدفعه للاتجاه لمراسلة الغرب، فراسل 4 جامعات عالمية للالتحاق بها ولقى قبولًا من جميعهم، لكنه فضل أن يلتحق بجامعة الولايات المتحدة.
توجت رحلة زويل العلمية بحصوله على درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، فكان من المفترض عودته لمصر، إلا أنه تلقى شهادة بعد حصوله على الدكتوراه لا تعرض إلا على طالب دكتوراة التميز، فأكمل زويل رحلته في الخارج، عائدًا إلى أسرته في أرض وطنه بعد مرور 11 عامًا.
ونظرًا لتميزه، كان زويل من نصيبه عددًا من الاستثناءات، فوضع اسمه في قائمة العالم أينشتاين، وكان وقتها يشترط أن من يوضع اسمه في هذه القائمة يكون في عمر الـ55 عامًا، إلا أن زويل ضم للقائمة في عمر 49 عامًا، وسجل بالفعل في قائمة أينشتاين، وتبعته الحصول على أعلى وسام في الولايات المتحدة قبل حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا تحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتوثانية ودراسته للتفاعلات الكيميائية، كأول عالم مصري، تبعته الحصول على ٣١ جائزة دولية.
وأضافت نانا زويل، كنت أتمنى أن أطلق على حملته اسم "قادرين"، فبعد رحيل زويل لن أسمح أن يأخذ أحدًا الملكية الفكرية الخاصة به، وينسبها لنفسه، ولهذا تصدرت وحافظت على اسم مدينة زويل باسمها، لوجود مساعٍ من الدولة لتغيير اسمها إلى "مدينة مصر"، وهذا ما اعترضت عليه.
عن جامعة زويل، تابعت شقيقته، أن الدكتور زويل هدف لعمل قاعدة علمية يضع بها مصر على مستوى الخريطة العلمية العالمية، وليس الاستيلاء على أراضي الدولة، فتبرع زويل بقيمة جائزة نوبل لصالح الجامعة، ولهذا دشنا حملة "ادعموا حلم زويل"، علاوة على أننا نرى اليوم الجامعة يتخرج منها إلى الآن أكثر من دفعة، وتكريم الطالب الأول بتحقيق 13 ورقة علمية بحثية، كما أن المدينة حققت 380 بحثًا علميًا بنص 12 براءة اختراع.
أشادت زويل، بدور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي في دعم المدينة وبتقديره لقيمة العلم والعلماء، حيث خصص لمدينة زويل 200 فدان في مدينة 6 أكتوبر، وجزء من صندوق تحيا مصر.
وقال الدكتور عبدالقادر شهاب، زميل العالم المصري "أحمد زويل"، إن الدولة لم تعط زويل حقه فكان إنسانًا موهوبًا منذ الصغر، نشيد به جميعًا وبصداقاتنا، حفرنا سويًا في الصخر حتى استطعنا الوصول إلى هذه المكانة العلمية التي كانت ليست يسيرة علينا، متذكرًا طفولتهما وكيف كانوا يسيرون قرابة الـ5 كيلومترات لكي يذهبوا إلى مكان تعلمهم.
وأكد شهاب، أنه كان لزويل ثراءًا علميًا أكثر من الأساتذة، فعندما يدخلون معمل المدرسة كان يساعدهم في إجراء التجارب العلمية والدراسة ولم يبخل على زملائه.
وأضاف كان زويل مولعًا بالقراءة والتطلع، علاوة على شغفه الدائم بسماع الموسيقى وخاصة أم كلثوم، فكانت دائمًا تجمعنا حفلات سمر تتسم بالمرح والنقاشات نتبادل فيها أطراف الحديث.
وأشار شهاب، إلى أنه رغم ما قدمه الدكتور أحمد زويل في البحث العلمي إلا أنه كان ومازال لديه الكثير، موصيًا الأجيال القادمة أن تسير على دربه وتقتضي به في أبحاثهم.
وعن ترشح زويل للانتخابات الرئاسية قال، إنه ناقشني في الأمر فكان ردي بأنني أحترمك كعالم ومتخصص في الأبحاث العلمية ولكن الرئاسة ليست مجالك، فكان دائمًا ما يأتمنني على أسراره ونقاشاته ويوصيني بعدم البوح إلا في الوقت المناسب.
يكمل المستشار إبراهيم عبدالله، حديثة عن لقائه بالعالم أحمد زويل، مشيدًا بتواضعه واهتمامه البالغ بأن يفعل طفرة في التعليم المصري، وخاصًة التعليم ما قبل الجامعي، وكان هناك نقاش بيننا بعمل جمعية تجمع المتفوقين لتعليمهم وإكسابهم خبرات تصل بهم من مرحلة الموهبة إلى مرحلة الإبداع، فزويل تحمل الكثير من الصعاب في حياته إلى أن وصل لهذه المرحلة من التفوق متوجًا رحلته بجائزة نوبل والتليسكوب رباعي الأبعاد والذي لم يتوفر منه غير جهازين في العالم.
تأمل عبدالله، أن الجامعة تكمل حلم زويل لتكون مرجعية علمية وثقافية تقنية لأي باحث من بعده يريد الوصول إلى مستوى علمي راقٍ في الأبحاث العلمية.
وعلى غرار الاحتفالية التي أقيمت في قصر ثقافة الأنفوشي تخليدًا لذكرى ميلاد "زويل" قالت أماني عوض، مدير قصر ثقافة الأنفوشي، إن برنامج القصر يهتم بتخليد ذكرى وتاريخ الشخصيات سواء قديمًا أو حديثًا، فبتزامن مع ذكرى ميلاد "زويل" كان لابد أن نحتفي به وبحضور نانا زويل، شقيقته لكي نبرز الجانب الإنساني في شخصية "زويل" وليس الجانب العلمي فقط، ولتوصيل رسالة ملهمة للحضور أن هناك شخصيات ناجحة ولدت ونشأت في بيئة مجتمعية مشابهة لما نمر به جميعًا واستطاعت التحدي والوصول لتحقيق طموحها لكي تصبح نموذجًا مشرفًا للعالم أكمل.
وتدخل المرض لينهي رحلة العالم المصري أحمد زويل، فتوفي في ٢ أغسطس عام ٢٠١٦، في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع مع ورم سرطاني في النخاع الشوكي، عن عمر ناهز الـ70 عامًا.