بفكرة يوناني وتصميم أوكراني تعرف على قصة إنشاء استاد البلدية بالإسكندرية

بفكرة يوناني وتصميم أوكراني تعرف على قصة إنشاء استاد البلدية بالإسكندرية
بفكرة يوناني وتصميم أوكراني تعرف على قصة  إنشاء استاد البلدية بالإسكندرية


متابعه وتصوير / شيماء صابر
" تجمع الرياضة الشعوب " مقولة نسمعها كثيرا ولكن جسدت هذه المقولة في استاد البلدية بالإسكندرية فمنذ عشرينيات القرن الماضي تجمعت جنسيات كثيرة لأنشاء اقدم ملعب في أفريقيا تاركين ورائهم كل أنتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية باحثين فقط عن هدف يجتمع عليه الغني والفقير ، الكبير والصغير و هي الرياضة او بمعنى ادق الساحرة المسديرة كرة القدم .
كان "لمجلة اسكندرية " جولة بداخل الاستاد الأثري للأحتفال بالعيد ال92 لانشائه في يوم 17 نوفمبر لعام 1927 .

فكرة انشاء الاستاد
صاحب الفكرة الاصلي هو اليوناني السكندري "انجلو بولاناكي"وبدء الكفاح لانشاء الاستاد من عام 1906 ولقد عانى كثيرا حتى تتم الموافقة من " عباس حلمي الثاني " خديوي مصر فى ذلك الوقت حتى ينشأ استاد الاسكندرية لإقامة دورة الألعاب الأولمبية لعام 1916 بالإسكندرية،ولكن لم ينجح في استضافة الألعاب الأولمبية. 

و تم فصل" انجلو بونالاكى" من اللجنة التى هو من قام بتأسيسها وبقى مندوب اليونان فى اللجنة الاولمبية الدولية وهذه تنيجة فشلوا فى استضافة بطولة دوليه بالاستاد او بسبب النازعات القومية بعدم وجود اجانب باللجنة بان يكون ممثل اللجنة مصري وليس يونانى.

تصميم الاستاد
صممه المهندس المعماري "فلاديمير نيكوزوف بك " الاوكرانى من اصول روسي وشركة المقاولات التي أوكلت لها اعمال البناء في الاستاد، هي شركة «دنتمارو وكارتاريجيا»، والتي يمتلكها إيطاليين الجنسية،حيث تبرعت بلدية الإسكندرية بقطعة أرض بالحي اللاتيني بتكلفة 132 الف جنية مصري ولكن الموقع الذي وفرته البلدية كان يحتوي على أجزاء من أسوار الإسكندرية القديمة فتعامل معها "نيكوزوف بك" وحافظ على ماتبقى من السور ودمجه في الغلاف الخارجي لمبنى الاستاد في مزيج مبتكر وجديد من نوعة .

المقصورة الملكية
اول شئ فى التصميم هو المقصورة الملكية فالدور الاول مخصص للملك وضيوفوا والثانى للملكة والحريم والان يستقبل الرؤساء والشخصيات الهامة وله بوابة خاصة وهى البوابة الاصلية وهى عبارة عن زخارف يونانى ورومانى مع الزخارف النباتية وعلى راسها الهلال والثلاث نجوم شعار الاسرة العلوية ، وتوجد حجرة الملك هي مزخرفة بالحرف الانجليزي الاول للملك فؤاد و الهلال والثلاث نجوم وهى الان حجرة مدير الاستاد.

بوابة المارثون
عضو اللجنة الاولمبية عندما زار مصر في ١٩٣٠ تمنى أن يكون استاد لوس انجلوس مثل استاد اسكندرية فتأثر الاخير ببوابة المارثون، واقيمت دورة الألعاب الأولمبية لاول مرة بلوس انجلوس بملعبها الاولمبي عام 1932.

دورة العاب اولمبية افريقية
لم يكن قد تم الانتهاء من الاستاد فتم تأجيل بطولة الالعاب الاولمبية الافريقية الي عام 1928 ولكن لاسباب عديدة تم الغاء هذه البطولة وكان من الصعب جدا ان تقبل الدول الاوروبية فكرة استقلال الدول الافريقية وعمل دورة اولمبية افريقيه يجتمع عليها الشباب الافريقى لان كانت كل هذه الدول تحت الاحتلال فلما دعت اللجنة الاولمبية الدول حتى تأتي لتشارك فى دورة الالعاب الاولمبية الافريقية لم تستجيب غير دولتين وهما " أثيوبيا / المغرب الاسبانية " وباقى الدول لم تحضر ولم تقدر على مغادرة بلدها حتى ولو كانوا يريدون المجيء الى مصر وكانت كارثة فى افتتاح الاستاد لانه لا يوجد دورة اولمبية لافتتاحها وهو ما انشاء لاجلة .

الافتتاح بحضور الملك
تم الافتتاح بحضور الملك فؤاد الاول في 17 نوفمبر لعام 1927 وتم عمل مباراة لفريق الإسكندرية وفريق القاهرة وفاز بها 1 صفر لصالح فريق الاسكندرية وكانت اول مباراة تلعب بالليل فى مصر وكان لا يوجد كشافات لاضائة الملعب .
ولعب اول بطولة هامة فى عهد الملك فاروق وهى بطولة " العاب البحر الابيض المتوسط " واشتركت 10 دول بما فيهم مصر وتم انشاء عدد 2 صالة مغطاة لهذه البطولة انشاءها المهندس" علي ثابت" عام 1951 و مكونة من حمام غطس ، حمام سباحة انشاء خصيصا من اجل دورة العاب البحر الابيض المتوسط ولكن منذ سنوات تم ردم هذا الحمام .
جنسيات شاركت في أنشاء الاستاد
يوجد العديد من الاسماء التى ساعدت فى انشاء الاستاد من "الانجليز والفرنسين والايطالين " بالدفع من مالهم الخاص غير المصريين من اثرياء الاسكندرية ودفع الملك "فؤاد الاول"من مالة الخاص 2000 جنيه مصريا لانشاء الاستاد و"عمر طوسون" 1000 جنيه مصري .
الآثار الإسلامية
يوجد اثر يعود الى القرن الثالث عشر ويسمى ببرج الزهري ويرجع سبب التسمية لانه يوجد امامة ضريح الامام الزهري في اول مدخل شارع فؤاد نفسة البرج مسجل فى التاريخ بواقعة القبارصة لانة ملك قبرص هاجم مدينة الاسكندرية واستطاع انه يدمرها كلها وما ذكرة المؤرخون بان السكندريين هربوا من هذا الباب واحرقوا الباب حتى عندما تاتى الجنود من القاهرة يقدرون على ضرب القبارصة.

مشاهير زاروا الاستاد
من مشاهير العالم كثير من زاروا هذا الاستاد ومنهم "محمد علي كلاي " عندما جاء الى مصر عام 1964 لعب مباراة داخل الصالة المغطاة .
و أيضا أخر ملوك ايطاليا "فيكتور عمانويل الثالث " وتم عمل حفلة كبيرة له وكل المدارس الايطالية ابعثت مندوبين لهما للاحتفال هنا بالاستاد.
شاه أيران والاستاد
بعد حفل زواج اخت الملك فاروق الاميرة فوزية من شاة ايران "محمد رضا بهلوي" واقيمت مباراة خصيصا له لانه كان من عشاق الكرة المستديرة ولكن من المفارقات الغريبة هى ان الملك فاروق لم يذهب معه الى الاستاد وعندما جاء الملك الى الاستاد جلس فى مقصورة الحريم.
عبد الناصر والاستاد
بعد حادث المنصة الشهير بالمنشية تم تحويل كل احتفالات الرئيس بالثورة هنا بالاستاد كما قام الرئيس "جمال عبد الناصر" بستضافة دورة الالعاب الاولمبية الافريقية فى ستينات القرن الماضي .
الاستاد والتجديدات
تبلغ مساحة الاستاد 38 فدانًا، أي ما يوزاي 160 ألف متر مربع تقريبًا، بمدرجات مقسمة إلى 4 أقسام تستوعب نحو 18 ألف متفرج، تتوسطها المقصورة الرئيسية التي تضم الصالون الملكي المخصص لاستقبال الرؤساء والوفود الاجانب ، وتضم جدرانه المزينة بمنحوتات ذهبية عن الألعاب الأوليمبية غير 10 بوابات من أشهرها بوابة "الماراثون و تحتوي البوابة الشرقية للاستاد على جزءًا من أسوار الإسكندرية الإسلامية القديمة، التي تطل على المشجعين من الجانب الأيسر للاستاد.
وتم تجهيز ميدان الوثب والقفز والجري في ألعاب القوى، بالإضافة إلى دوائر وميدان الرمي وفقًا للمعايير العالمية، بالإضافة إلى تطوير الغرف الخاصة بخلع الملابس، وتركيب كراسي المقصورة الرئيسية ومقصورة الإعلاميين، ودعم قاعة المؤتمرات الصحفية بـ ٦٠٠ كرسي وإنشاء استوديو تحليل مباريات وملحق خاص بالإعلاميين، والمسطح الأخضر لملعب كرة القدم بتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 30 مليون جنيه.
بطولات اقيمت بالاستاد
اقيم بالاستاد العديد من البطولات الدولية، منها الدورة الأولى لألعاب البحر الأبيض المتوسط في أكتوبر 1951، ودورة الألعاب العربية الأولى أغسطس 1953، ودورة الألعاب الأفريقية الخامسة أكتوبر 1991، وبطولة كأس الأمم الافريقية 2006، طولة كأس العالم للشباب أكتوبر 2009، وأخرهم كأس الامم الافريقية 2019.
متحف للرياضة بالاستاد
تم مخاطب وزارة الاثار حتى يتم عمل اول متحف للرياضة فى مصر فى هذا المكان الاثري الموجود بالبوابة الشرقية بالاستاد وحالة المكان جيدة جدا وبالتالى سيتم ادخال الاستاد من ضمن المزارات السياحية فى الاسكندرية والمتحف عبارة عن تاريخ الرياضة فى مصر من الفراعنة حتى العصر الحديث وسيتم عمل اربع تماثيل لكلا من"انجلو بولاناكي / فلاديمير نيكوزوف بك / عمر طوسون/ الملك فؤاد" بجانب موديل من الميدالية التذكارية التى صدرت بمناسبة افتتاح استاد اسكندرية .

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

 
Get new posts by email: