هادر ميتو : عمارة باراسكيفاس.. حكاية سكندرية لا يعرفها الكثيرون
قال المهندس المعماري والباحث السكندري هادر ميتو إن عمارة باراسكيفاس، الكائنة في شارع فؤاد بالإسكندرية، ليست مجرد مبنى أثري بل "حدوتة سكندرية" متكاملة تحمل بين جدرانها تاريخا اجتماعيا وثقافيا فريدا. وأوضح ميتو أن القصة بدأت من مكان لم يكن في الأصل عمارة، بل كان كازينو شهير اسمه "جاردان روزيتا" وصالة للتزلج على الجليد أو ما كان يعرف وقتها بالباتيناج، وده كان سنة 1902، يعني الإسكندرية كانت عايشة العصر بكل تفاصيله حتى في الترفيه. و أضاف: "في عام 1924 قرر المعماري نيكولاس باراسكيفاس إنه يبني عمارة تخلد اسمه على أنقاض الكازينو ومع اكتمال البناء، بقت العمارة أيقونة معمارية بجد، لدرجة إن المعماري الإيطالي الكبير جياكومو لوريا صاحب تحفة ليتل فينيس سكن فيها بنفسه إعجابا بجمالها. وأكد ميتو أن العمارة لم تكن جميلة فقط، بل فازت بجائزة أجمل مبنى معماري في الإسكندرية ومصر والشرق الأوسط، متابعا: "الناس زمان كانوا بييجوا مخصوص عشان يتفرجوا عليها، وكأنها معرض مفتوح للجمال الأوروبي على أرض سكندرية." وتابع: "من شدة قيمتها، البارون فليكس دي منشا أصر إنه يشتري العمارة بمبلغ وقتها كان يوصف بالخيالي، وبعده امتلكها الخواجة فيتوريو جانوتي، صاحب قصر جانوتي في زيزينيا، لحد ما اتباعت في 2012 لرجل أعمال مصري. وأشار ميتو إلى أن باراسكيفاس لم يتوقف عند هذه التحفة وحدها، بل شارك مع شريكه المعماري جريباريس في تصميم مبانٍ بارزة مثل مبنى شركة مياه الإسكندرية، بنك أثينا بشارع شريف "البنك الأهلي فرع صلاح سالم حاليًا"، عمارة أفرينو الشهيرة، وعمارة فريلاس في القاهرة. و أوضح ميتو : أن المعمار له بصمة، يحكي عن عصر كانت فيه إسكندرية مدينة كوزموبوليتانية حقيقية، فيها مزج بين الطابع الأوروبي والمصري في أجمل صورة. واختتم ميتو حديثه قائلا : عمارة باراسكيفاس مش مجرد مبنى، دي حدوتة سكندرية لازم نحافظ عليها و نحكيها للأجيال الجاية.
