في مدينة الغردقة الساحرة وداخل أروقة المدرسة الألمانية حيث التعليم بنظام ثنائي اللغة عقدت مسابقة برمجة الروبوت I Cool Challenge ... شاركت جمعية أصداء لرعاية الصم وضعاف السمع بفريق من ضعاف السمع مع مدربهم من الصم وذلك للمرحلة الجامعية لمسابقة Co Space Rescue وهي مسابقة تهدف لبرمجة روبوت يستخدم في إنقاذ الكائنات الحية من الكوارث الطبيعية بالبحث عنها ونقلها إلي أماكن آمنة مع تجنب العوائق خلال البحث عن تلك الكائنات الحية .
وقد حصل فريق أصداء من ضعاف السمع علي المركز الثاني لأفضل برمجة روبوت بنهائيات بطولة الجمهورية وهو ما أهلهم للاشتراك بنهائيات البطولة الدولية المقرر عقدها بالصين خلال أكتوبر 2024
كان ضمن فعاليات المسابقة مرحلة الفريق السوبر هو فريق مكون من مجموعتين من الفرق أحدهما فريق ضعاف السمع وكان الآخر فريق لفتيات مبدعات من طالبات مدينة الغردقة الساحرة .. وكان الإبهار أن تواصل الفريقين معًا في مجموعة السوبر دون الحاجة لمترجم لغة الإشارة حيث جعلوا من لغة البرمجة التي يتعاملون بها هي لغة التواصل بينهم ... تبادلوا خلالها خبراتهم ومهاراتهم في العمل الجماعي ووضع الخوارزميات لحل المشكلات التي يتعرض لها الروبوت فكانت أكواد البرمجة ذات طابع خاص حققوا بها المركز الثاني بين الفرق السوبر علي مستوي الجمهورية.
لغة الإشارة روح متحدثيها وحلقة الوصل بينهم وبين العالم الخارجي بكل فئاته
فلقد وحدوا اللغة بينهم في رموز وأكواد البرمجيات ودمجوا لغتهم الإشارية مع لغة برمجة الروبوت ليحققوا بأنفسهم اندماجهم بين كافة الفرق من السامعين وكأنهم يتعاملون بذات نظام ثنائي اللغة المطبق في التدريس بمقر المسابقة بالمدرسة الألمانية .
أعرب م / نادر شريف مدرب الفريق وهو من الصم عن إعجابه بأداء الفريق الذي تحدي كافة الصعوبات فهو كمدرب يتعامل مع عضوي الفريق بلغة الإشارة رغم كونهما من فئة ضعاف السمع والأعجب أنهم يتعاملون فيما بينهم من خلال لغة التخاطب وقراءة حركة الشفاه بينما تعاملوا مع فريق الفتيات بالغردقة المشارك معهم في الفريق السوبر بالنطق والسمع النسبي وكان تواصلهم المتنوع في الأسلوب والنمط مع المدرب وفيما بينهم ومع فريق الفتيات بل واندماجهم مع لغة البرمجة جعل من هذا الإنجاز هو إبداعًا بكافة جوانبه
دائما ما ينجحون في إذابة العوائق في التواصل .. مهاراتهم في التواصل مع السامعين تشبه كثيرا مهاراتهم في برمجة الروبوت ... إنهم بالفعل سحرة متمكنين من إمكانياتهم.
أما الطالب / محمد رضا من ضعاف السمع فعبر عن سعادته بالمشاركة في هذه المسابقة والوصول بها لنهائيات الجمهورية وأكد بأنه سوف يسعي لنشر مهارات برمجة الروبوت للأطفال والطلائع من ذوي الإعاقة السمعية ليتيح لهم الفرصة الكاملة لدخول عالم الروبوت والبرمجيات استعدادًا للدخول في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يعيشه العالم حاليًا وليكون لمجتمع الصم وضعاف السمع مكانتهم التي يستحقونها في هذا العالم .
وهو ما أبهر لجان التحكيم لهذا الاندماج الغير معهود الذي حققه أعضاء الفريق من ضعاف السمع لأنفسهم داخل هذا المجتمع التنافسي في مجال التكنولوجيا والبرمجيات والروبوت ..
وأفاد الطالب / عمر السيد وهو أحد اعضاء الفريق من ضعاف السمع بأنه استشعر قيمته الإنسانية ووجوده الحقيقي وسط كافة الفرق المشاركة علي مستوي الجمهورية وأن تحقيق المركز الثاني لأفضل فريق سوبر في برمجة الروبوت جعله يشعر بالفخر خاصة وأنه سيواجه تحدي أكبر في تمثيل مصر بالنهائيات الدولية للمسابقة بالصين .
وكم كانت سعادتنا عالية ونحن نتعامل مع فريق من التحكيم بالمسابقة يجيد التواصل معنا من خلال لغة الإشارة حينًا وقراءة الشفاه حينًا آخر لنؤكد بأنها بالفعل المسابقة الوحيدة بمصر والعالم التي أتاحت لنا الدمج والمساواة والتكافؤ في الفرص والإتاحة الكاملة بتيسير التواصل المباشر مع لجنة التحكيم دون الحاجة إلي مترجم لغة الإشارة في كثير من فعاليات المسابقة ..
وأكد محمد سالم دياب مدير مسابقة البرمجة بمصر والشرق الأوسط علي أهمية نشر تعلم البرمجيات بين طلاب المدارس والجامعات .. مؤكدًا بأن الفرق المصرية دومًا ما تنافس الفرق الأخري علي المستوي الدولي بجدارة واقتدار .. وأنها دومًا ما تكون الفرق التي تتواجد بالمقدمة في المحافل الدولية لمسابقات برمجة الروبوت .. بينما لفرق الروبوت من الصم وضعاف السمع نجد طابعًا خاصًا ووجودًا متميزًا .. فلا زالت تلك الفرق هي الوحيدة التي تشارك بمسابقات برمجة الروبوت علي المستوي الدولي وأنهم بالفعل فخرًا لنا جميعًا ..
في الواقع استشعار الحياة والقيمة لكل شيء نشعر به في ملكوت جمعية أصداء القوي كأنها مملكة قائمة بذاتها تنتج إلينا كوادر شابة مليئة بالطموح والإصرار والطاقة الإيجابية .. كم هم أقوياء واثقين وملهمين ..
تريد أن تشعر بالحياة راقب من مدرجات مسابقات الروبوت .. سحرة أصداء وهم يصنعون سحرًا بالروبوت دون أن ينطقوا حرفًا واحدًا...