رسالة الأجداد الفراعنة من داخل المتحف المصري إلى العالم

رسالة الأجداد الفراعنة من داخل المتحف المصري إلى العالم
رسالة الأجداد الفراعنة من داخل المتحف المصري إلى العالم
يقف اليوم تمثال رمسيس الثاني شامخًا في بهاء المتحف المصري الكبير، متباهٍ بحضارة صنعت مجد الإنسان منذ فجر التاريخ. وكأن ملامحه تنطق اعتزازًا بما شاده له الأحفاد من صرح يليق به وبأسلافه من ملوك مصر العظام؛ صرح يجمع التاريخ والهوية والروح في مكان واحد. إلا أن هذا الشموخ، رغم ثباته، يحمل في طياته نداءً خافتًا :- "أعيدوا إلينا أبناءنا… أعيدوا أحفادنا… أعيدوا ما حملته المتاحف البعيدة من آثارنا التي انتُزعت من أرضها." فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل هو وطن الذاكرة، وبيت الملوك الذين لا يزال صدى أصواتهم يتردد عبر الزمن قائلين: هنا كانت حضارتنا وهنا ينبغي أن تعود، ومع ذلك، فإن مصر اليوم لا تحتضن كل أبنائها من الآثار؛ فما تزال قطع فريدة موزعة في متاحف العالم، ومنها على سبيل المثال: - في الولايات المتحدة الأمريكية: تقف مسلة كليوباترا شامخة ولكنها حزينة في قلب نيويورك تطلب العودة الى وطنها ولاسيما بعدما علمت بتشييد متحف يليق بها . - وفي ألمانيا: يُعرض تمثال الملكة نفرتيتي الشهير في متحف برلين، أحد أعظم ما أبدعه النحات المصري القديم عبر تاريخ الحضارة الإنسانية. وما هذه الأمثلة إلا جزء يسير من آلاف القطع المصرية التي خرجت في ظروف متعددة؛ بعضها جاء عبر تبادلات علمية، لكن الكثير منها خرج دون وجه حق خلال فترات الاحتلال والتنقيب غير المنظم. وهذه الدول قد تزينت بتلك الاثار ظنًا منها انها قد امتلكت تاريخًا تباهي به دول الجوار وعواصم العالم وابنيته الشاهقة إلا أنه هذا الامر على خلاف الحقيقة فهذه الاثار ما زالت تتحدث وتتزين باللغة المصرية القديمة التى تدل على هويتها المصرية الفرعونية. اليوم ومن قلب المتحف المصري الكبير يرتفع الصوت من جديد، هادئًا في نبرته، قويًا في معناه: "لتعد الحضارة إلى موطنها ولتعود الحكاية إلى أرض بدايتها هنا مصر وهنا التاريخ." إن قيمة الآثار لا تُقاس بثمنها المادي، ولا بما قد يُعرض لها من أرقام في مزادات العالم، وإنما تُقاس بما تحمله من حضارة وتاريخ وعراقة، فهي الشاهد الحي على عظمة الأمم ورفعتها، والمرآة التي تعكس أصالة الشعوب وقوة جذورها. فالآثار ليست حجارة صامتة، بل ذاكرة وطن، وروح تاريخ، ودليل لا يقبل الإنكار على شموخ الدولة، مهما واجهت من صعاب وتحديات عبر الزمن. إنها شهادة حضارية تقول للعالم: هنا كانت حضارة وهنا ما زال المجد حيًّا لا يزول. الباحث والكاتب / اسامه شمس الدين

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق د. مهران: المتحف المصري الكبير أعاد البسمة للمصريين والعالم يشهد على عظمة مصر
التالى عبد الحميد صالح يكتب....دور الصحافة والإعلام كبير جدًا في كل المجالات

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: