مسئول ترميم الآثار العضوية بمتحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة: " التلي السوهاجي" نسيج الحكايات.. تروي عليه السيدات القصص و الأمنيات

" التلي السوهاجي" لم يكن تطريز لمجرد زخرفة الثوب بل نسيج تروى عليه السيدات القصص و الأمنيات والحكم لبناتهن عند دخولهن حياة جديدة هكذا عبرت نادية فوزى مسئول ترميم الآثار العضوية بمتحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال فاعلية متحف الإسكندرية القومى و جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية بيوم التراث العالمي. و أضافت فوزي ، ان نسيج التلى يعتبر من أقدم ما تم تصنيعه في مجال الأشغال اليدوية للأزياء بحيث تكون كل قطعة فريدة من نوعها وفقاً للمتطلبات الخاصة لصاحبة الرداء، فكل قطعة لها حكاية مختلفة ومميزة بحسب صاحبها. وتابعت : أن نسيج التلي تم ذكره في كتابات المؤرخ المصرى الجبرتى حيث كان يشكل نوع هام من الفن و التجارة، و كان يتم تطريز التلى في قرى محافظتى أسيوط وسوهاج منذ القرن ال18 على قماش التل الحرير المصنع يدوياً بإستخدام الشرطة المعدنية من الذهب الخالص والفضة الخالصة مما جعل سعره مرتفع ويباع بالوزن، لدرجة أن أصغر القطع تشكل وزن كيلو أو نص الكيلو في المتوسط. و أشارت فوزي أن أدوات صناعة التلى هي قماش التلى ذو الألوان الأسود و الأبيض و الكريمى وتستخدم في تطريز التلى إبرة خاصة يبلغ طولها نحو 3 سم وهى أقصر نسبياًمن الأبر العادية حتى لا تسمح بإهدار الخيط. و لفتت مسؤل الترميم بمتحف عواصم مصر أن محافظة أسيوط مركزا هاما لصناعة التلى ومعها محافظة سوهاج، خاصة بعد اكتشاف مقبرة توت غنخ امون وزاد الإهتمام بكل ما هو مصري و أقبل الأجانب على شراء التلى وسموه " زي أسيوط" Assuit dress، مشيرة أنه حاليا اصبح التلى يعرض في اهم المتاحف العالمية مثل متحف المتروبوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية كقطعة أثرية هامة .