رئيسة قسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة و الفنادق: رسم أبواب نصف مفتوحة علي مقابر الإسكندرية لوحة فنية في الفن الجنائزي
أكدت الدكتورة سارة كتات، رئيس قسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية، أن رسم أو نحت الأبواب المواربة أو النصف مفتوحة علي المقابر تعد أحد أهم العناصر المميزة للفن الجنائزي السكندري، وقد ظهرت بوضوح مع دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر، واستمرت خلال العصرين البطلمي والروماني. وأوضحت أن هذه الأبواب اتخذت أشكالًا معمارية دقيقة، منها الباب المقوس "الأرش" المزود بمقبض حديدي للطرق، وصفوف زخرفية تحمل مناظر وداع تمثل سيدة تودع ابنها أو المتوفى وهو يودّع أقاربه. وأضافت كتات خلال ندوة نظمتها جمعية الآثار بالإسكندرىة و ترأستها د. مني حجاج أستاذ الآثار اليونانية بكلية الآداب، بعنوان "تصوير الأبواب المواربة في الفن الجنائزى السكندري"، أن الدراسات ومنها أعمال رودتش، رصدت وجود أبواب مغلقة بالكامل، بينما كشفت بريتشا أدرينالي في مقابر الشاطبي عن أبواب نصف مفتوحة واضحة ومميزة، تعكس مزيجًا بين الرمزية الجنائزية والعقيدة الدينية. وأشارت إلى أن بعض المقابر، مثل مقابر الحضرة، قدمت نماذج لأبواب صيغت على هيئة سياج خشبي يعود للعصر البطلمي، بينما تُظهر مقابر مصطفى كامل تقليدا فريدا يتمثل في أن الجانب الأيسر من الباب مفتوح، والجانب الأيمن مغلق، في دلالة على الانتقال من العالم المادي إلى العالم الآخر. وتابعت كتات أن المناطق الساحلية مثل مرسى مطروح قدّمت نماذج تأثرت بالفن المصري القديم من خلال وجود قرص الشمس المجنح والسفنكس كعناصر حماية، إلى جانب ظهور رموز مثل الإله نميسيس وحورس والأشكال الهرمية، كما ظهر هذا النمط أيضًا في تونا الجبل. وأكدت أن وظيفة الأبواب المواربة تطرح عدة فرضيات؛ إحداها أنها مستوحاة من العقيدة المصرية القديمة التي رأت في الباب المغلق حدًّا فاصلًا بين عالمَي الأحياء والأموات، بينما يسمح الباب الموارب بمرور الروح وعودتها إلى الجسد. وأضافت أن نحو ٩٩% من هذه الأبواب منحوتة مباشرة في الصخر، وتظهر في قوائمها عناصر مشتركة مع الأساطير الإيطالية واليونانية كما أشار إليها نصوص مثل Virgil وSilius.
