قال الأستاذ الدكتور عصام خميس أستاذ الكيمياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة الأسكندرية ، في عصر العولمة والتنافسية المتزايدة بين المؤسسات الأكاديمية حول العالم، أصبحت التصنيفات العالمية للجامعات مؤشراً مهماً لجودة التعليم العالي والبحث العلمي وقوة الأداء المؤسسي،
حيث تشكل هذه التصنيفات مرجعاً أساسياً للطلاب والأكاديميين والحكومات، إذ توفر نظرة شاملة على مدى تطور الجامعات في مجالات مثل البحث العلمي، الاستدامة، الشراكات الدولية، والقدرة على جذب المواهب الأكاديمية المتميزة،
الأمر الذي دفعنا الي إعداد كتاب يهدف إلى تسليط الضوء على معايير وآليات التصنيف الأكاديمي المختلفة، والطرق التي تسهم بها الجامعات في تعزيز مكانتها عالمياً، كما يستعرض تأثير هذه التصنيفات على تطوير السياسات التعليمية، وتحسين جودة الأداء الأكاديمي، ورفع مستوى البحوث العلمية والتطوير.
خميس أكيد على أن تصنيف الجامعات يُعد وسيلةً (لقياس مستوى الجامعة وفهم وضعها ومكانتها والإمكانيات المتاحة لديها) وليس غايةً (لقياس مستوى الجامعة في التنافس بين الجامعات). يُقدّر أن هناك حوالي 37,374 جامعة ومعهداً عالياً في العالم، كما جاء في تصنيف UNIRANKS لعام 2024، في 238 دولة،
يتم سنوياً تقييم وتصنيف العديد منها لاختيار أفضلها من خلال حوالي 30 تصنيفاً دولياً للجامعات، والتي لكل منها معايير خاصة. من أبرز هذه التصنيفات: تصنيف شانغهاي الصيني، والتصنيفان الإنجليزيان (THE) و(QS)، وتصنيف US News الأمريكي، والتصنيف التايواني، والتصنيف الإسباني، والتصنيف الأسترالي، والتصنيف الهولندي، وأحدثهم التصنيف العربي للجامعات المنطلق من اتحاد الجامعات العربية وغيرهم.
تضع الجامعات التي تُدرج في التصنيفات العالمية معلومات مفيدة عن إمكانياتها التعليمية والبحثية وخدماتها للمجتمع على مواقع التصنيف، مما يجعل معظم الجامعات حريصة على أن تُدرج ضمن هذه التصنيفات وتسعى للتفوق فيها. يساعد إدراج الجامعة في التصنيفات في عقد مقارنة لأداء الجامعات، مما يسهم في استقطاب الأساتذة المتميزين والطلاب المتفوقين، ويعزز ذلك فرصة إكمال دراستهم العليا في أرقى الجامعات العالمية. كما يسهم التصنيف في الحصول على تمويل للمشروعات البحثية وزيادة الدعم المادي من جهات متنوعة، كما يساعد في سرعة توظيف الخريجين في وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم نظراً للسمعة الطيبة للجامعة المصنفة عالمياً.
يهدف هذا الكتاب أيضاً إلى تقديم رؤية معمقة حول استراتيجيات الجامعات العربية في تحسين تصنيفاتها العالمية، مع التركيز على التجارب الناجحة والممارسات الفضلى التي يمكن أن تعزز من مكانتها. من بين المعايير الرئيسة التي يتم اعتمادها في تقييم الجامعات، نجد: جودة التعليم والتدريس، البحث العلمي، السمعة الأكاديمية والتوظيفية، التعاون الدولي والتنوع، التأثير الاجتماعي والمجتمعي، البنية التحتية والموارد، والريادة والابتكار.
و أشار بأن المؤلفان أهتموا بسرد تفصيلي لمعايير التصنيفات في أنظمة تصنيف متميزة، مشيرين إلى كيفية تحقيق الجامعات العربية التفوق في هذه التصنيفات من خلال اتباع استراتيجيات دقيقة. تسهم هذه الاستراتيجيات في تحسين أداء الجامعات في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية، على ضوء التحديات والفرص التي تواجهها، ومن خلال تبني هذه الاستراتيجيات، يمكن للجامعات العربية أن ترفع من مستواها الأكاديمي والبحثي، وتحسين مكانتها في التصنيفات العالمية، مما يعزز من مكانة التعليم العالي في العالم العربي ويحقق تأثيراً عالمياً ملموساً.
يحتوي الكتاب على وصف تفصيلي للتصنيف العربي للجامعات، ويشمل أيضاً معلومات حول عدد التصنيفات العالمية التي تم تناولها. كما يشتمل الكتاب تحليل شامل لمعايير التقييم المستخدمة في هذه التصنيفات، مما يوفر للقارئ نظرة معمقة على كيفية تقييم الجامعات عالمياً. يقدم الكتاب أيضاً عرضاً موسعاً لأبرز التصنيفات العالمية وكيفية تأثيرها على ترتيب الجامعات، مع تسليط الضوء على أمثلة وتجارب ناجحة من الجامعات العربية والأجنبية في هذا المجال.