أستاذ في التاريخ والحضارة اليونانية والرومانية بالإسكندرية يكشف تفاصيل زيارة الإسكندر الأكبر لمصر وأثرها على التاريخ المصري

أستاذ في التاريخ والحضارة اليونانية والرومانية بالإسكندرية يكشف تفاصيل زيارة الإسكندر الأكبر لمصر وأثرها على التاريخ المصري
أستاذ في التاريخ والحضارة اليونانية والرومانية بالإسكندرية يكشف تفاصيل زيارة الإسكندر الأكبر لمصر وأثرها على التاريخ المصري
ألقى د. محمد السيد عبد الغني، أستاذ التاريخ والحضارة اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، الضوء على زيارة الإسكندر الأكبر لمصر بين عامي ٣٣٢ – ٣٣١ ق.م.، في بحث له بعنوان "الإسكندر الأكبر في مصر : هل كان المنقذ الخير أم السياسي الداهية؟". وتناول البحث بإيجاز كيفية دخول الإسكندر الأكبر مصر دون مقاومة، بعد انتصاراته المدوية على داريوس الثالث في آسيا الصغرى وشمال سوريا، واستيلائه على الساحل الفينيقي والفلسطيني. وأوضح عبد الغني أن السبب الرئيسي وراء دخول مصر بسلام كان كراهية المصريين للحكم الفارسي الذي أساء إلى معابدهم ومقدساتهم، واحتقر كهنوتهم ونهب ممتلكاتهم، وهو ما صوره المؤرخون اليونانيون قبل وبعد وصول الإسكندر لمصر. وأشار عبد الغني إلى أن الوالي الفارسي مازاكيس أدرك تفوق الإسكندر وفضل تسليم مفاتيح مصر بدلا من الدخول في مقاومة خاسرة، مما مهد الطريق للإسكندر لاستقبال ترحيب المصريين باعتباره محرراً وليس غازيا. وأكد أستاذ التاريخ و الحضارة اليونانية الرومانية ، أن الإسكندر استغل هذه المشاعر لصالحه، فأبدى احتراماً كبيراً لمعتقدات المصريين، وأقام احتفالات رياضية و موسيقية في منف وهيليوبوليس، وتوج كاهن معبد بتاح في منف الإسكندر فرعونا، كما خطط لمدينة الإسكندرية الجديدة لتضم معابد للآلهة المصرية جنبا إلى جنب مع المعابد اليونانية، وزار معبد وحي الإله آمون في واحة سيوة، تقديراً لمكانة الآلهة المصرية. لكن من الناحية السياسية، كشف عبد الغني أن الإسكندر أعد الأرض لفرض سيطرة مقدونية وإغريقية على مصر، تاركاً الإدارة المدنية المصرية في أيدي موظفين محليين بشكل شكلي، بينما كانت القيادة الحقيقية بيد المقدونيين و الإغريق، بما يمهد لاحقًا لقيام الأسرة البطلمية التي حكمت مصر حتى عام ٣٠ ق.م. واختتم عبد الغني حديثه مشيرا إلى عبقرية الإسكندر السياسية في الجمع بين احترام التقاليد المحلية لكسب قلوب المصريين، وبين تثبيت السيطرة الأجنبية بما يضمن استمرار نفوذه بعد رحيله، وهو ما يجعل تقييمه بين "المنقذ" و"السياسي الداهية" قضية جدلية لا تزال محل دراسة وتحليل حتى اليوم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق باحثون يستعرضون انجازات مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية
التالى اللقاء المسيحى الإسلامي تحت عنوان " التسامح وقبول الآخر في الأديان"

معلومات الكاتب

 
Get new posts by email: